وإنّما الصّواب التّعدية بـ"من" أو دونها، تقول:" فعلت كذا على الرّغم منه "، أو " على رغمه ". اهـ
والكلمة مأخوذة من الرُّغام، وهو التّراب اللّين - كما في " القاموس المحيط "-. وإنّما قالوا:" أرغم أنفه في التّراب "، توكيدا، كما قالوا: كتبته بيدي، وسمعته بأذنيّ، وهو أسلوب مستعمل في القرآن والسنّة، ومنه قوله تعالى:{ ولاَ طائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهٍ }، والطّيران لا يكون إلاّ بالجناحين.
ثمّ صار معنى كلمة ( رُغم ): الكُره والإكراه، ومنه قوله تعالى:{ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً } [النساء: من الآية100] مراغما: أي مكانا يرغم فيه أنوف الكفّار، وسعة في الرّزق والأمن والصّدر.
قل:" حسن "..ولا تقل:" ممتاز "
ومن الأخطاء الشّائعة ما ذكره الشّيخ رحمه الله أيضا:
" قولهم في الشّيء الذي هو في غاية الكمال أو الجمال (ممتاز)، وهو مأخوذ من اللّغات الأجنبيّة، لأنّ العرب لا تقول في الاستحسان والتفوّق ممتاز، بل تقول حسن، جميل جدّا، فائق، بلغ الغاية في الكمال، ونحو ذلك.
أمّا الممتاز فهو الذي يتميّز عن غيره، قال تعالى في سورة يس:{ وَامْتَازُوا اليَوْمَ أَيُّهاَ المُجْرٍمُونَ }.. أي: انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم...
فالمجرمون ممتازون عن المؤمنين، وليس ذلك من المدح في شيء، فقد يتميّز الإنسان أو الشّيء عن غيره بالحُسن أو القُبح، أو السّعادة أو الشّقاء، فإطلاق ممتاز للاستحسان من غزو اللّغات الأوربّية للغة القرآن، نسأل الله أن يأخذ بيدها ويردّ لها شبابها وجمالها " اهـ.