فقال له القائد: لا بدّ من ذلك !
فأمر له بثلاثمائة ريال فرنسيّة، يستعينون بها على إحياء المولد " !
قال:" فعلّقوا حِبالاً وقناديلَ، واجتمع معهم الفرنسيّون، ودقُّوا طبولَهم، وأحرقوا الحرّاقات، وأشياء أمثال الصّواريخ تصعد في الهواء ".
فإذا سألت عن هدف نابليون وجنودِه من وراء ذلك كلّه ؟!
فإنّك تجد الجوابَ لدى للمؤرّخ نفسه، حيث يقول رحمه الله:
" ورخّص الفرانساويّة ذلك للنّاس؛ لِمَا رأوا فيه من: الخروج عن الشّرائع، واجتماع النّساء بالرّجال، واتّباع الشّهوات، والتّلاهي وفعل المحرّمات ".
انظر: " تاريخ عجائب الآثار في التّراجم والأخبار " (2/201)، و:" مظهر التّقديس بزوال دولة الفرنسيس " (ص47)
وبتعبير آخر: إنّ أعداء الدّين يعلمون علم اليقين أنّ باب البدع والمعاصي هو مخذّر الأمم والشّعوب، والبعدِ عن نصر علاّم الغيوب.
ولنا أن نقول للإمام الجبرتيّ رحمه الله: إنّ الفرنسيّين كانوا يريدون هدم دين المسلمين، فكانوا هم الّذين يدفعون لهم المالَ؛ ليشتروا هذه المفرقعات، أمّا اليوم، فإنّنا نرى المسلمين يشترون المفرقعات بأموالهم، ويملؤون جيوبَ أصحاب الملايير المُمَليرة، والقناطير المقنطرة !
فنسأل الله تعالى أن يهديَنا سبلَ الرّشاد، ويُجنّبنا سبل الغيّ والفساد، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.