الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فإنّ الأصلَ هو جواز الدّعاء وسؤال الله تعالى خيرَ الدّنيا والآخرة، وليس شرطا أن يدعُو بالثّابت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما ذلك أفضل؛ لأنّه صلّى الله عليه وسلّم أوتِي جوامع الكلم، ولا يصدُر منه صلّى الله عليه وسلّم إلاّ الأفضل والأكمل.
والاعتداء في الدّعاء الّذي حرّمه الله هو: أن يسأل العبدُ ربّه ما لا يحلّ له سؤالُه، كأن يسأله الخلود ! أو الإضرار بأحدٍ ! أو يسأله الرّزق المحرّم، وغير ذلك.
أمّا سؤال العبدِ ربَّه طولَ العُمر فهو نوعان:
1- مستحبّ: إذا كانت النيّة الإكثارَ من الصّالحات، والتقرّب إلى الله تعالى بوجوه العبادات.
وفي الحديث الحسن: (( خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ )) ["صحيح التّرغيب والتّرهيب" (3363)].
ومنه دعاء النّاس بعضهم لبعض بقولهم: حيّاك الله، أي: أطال الله حياتك وعمرك.
وقد روى أبو يعلَى أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دعا لأنس رضي الله عنه فقال: (( اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَاغْفِرْ لَهُ )) ["السّلسلة الصّحيحة" (2541)].
2- جائز: إذا كان يدعو بطول العمر لأجل أن يُمتّعه الله تعالى بالمباح في الدّنيا، كالدّعاء المذكور في السّؤال، فكأنّه قال: اللهمّ احفظني لأولادي.
والله تعالى أعلم.