1- مجال الكلام:
فلا يتكلّم فيما لا يعنيه، ولا يسأل عمّا لا يعنيه، لأنّ ذلك سيقوده في الكلام عمّا حرّمه الله عليه، ومن كثر لغطه كثر غلطه، ومن أرخى الزّمام للّسان، قاده إلى الهلاك والخسران.
2- مجال الكسب للمال:
فلا ينبغي أن يحرِص الإنسان على ما لا يفيده، فربّما ضرّه ذلك، وأوقعه في المهالك، وكلّ ما يشتبه على المسلم ينبغي له أن يتركه ويدعه. وكلّ من توسّع في الحلال، وقع – دون أن يشعر – في مزالق الكسب الحرام.
قال بعض الصّحابة:" كنّا ندع سبعين بابا من الحلال، مخافة أن نقع في باب من الحرام ".
وقال سفيان الثّوري رحمه الله:" ما رأيت أسهلَ من الورع، ما حاك في نفسك فاتركه ".
وسأل الحسن البصريّ رحمه الله غلاما، فقال له: ما مِلاك الدّين ؟ قال: الورع. قال: فما آفته ؟ قال:ا لطّمع. فعجب الحسن منه.
وقال الحسن رحمه الله:" مثقال ذرّة من الورع خير من ألف مثقال من الصّوم والصّلاة ".
وقال يحيى بن أبي كثير: يقول النّاس: فلان النّاسك ! فلان النّاسك ! إنّما النّاسك الورِع.
3- مجال اللّباس:
فلا ينبغي له التوسّع والتّرفّه، لأنّ ذلك يقوده فيما بعد إلى الرّكون إلى الدّنيا، والانشغال عن معالي الأمور.
لذلك يذكر العلماء هذا الحديث في أبوابٍ عدّة، فتراهم يذكرونه في باب البيوع، وباب ذمّ اللّسان، وباب الزّهد كما فعل الإمام التّرمذي رحمه الله.
حتّى إنّ الإمام النّوويّ رحمه الله جعل هذا الحديث أحد الأحاديث الأربعة الّتي يقوم عليها الدّين كلّه.
وما أحسن قولَ الإمام ابن القيّم رحمه الله في " مدارج السّالكين "(2/21):
" وقد جمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الورع كلّه في كلمة واحدة، فقال: (( مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ ))، فهذا يعمّ التّرك لما لا يعني من الكلام، والنّظر، والاستماع، والبطش، والمشي، والفكر، وسائر الحركات الظّاهرة والباطنة، فهذه الكلمة كافية شافية في الورع "اهـ.
قالت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها:" إنّكم لتغفلون عن أفضل العبادة: هو الورع ".
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: " جلساء الله غدا أهل الورع والزّهد ".
والله تعالى الموفّق لا ربّ سواه.