الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فهاتان الكلمتان من العبارات الشّائعة على ألسنة العامّة، وهي - لو تأمّلناهما - تنطويان على خطأ اعتقاديّ، لذا على المسلم أن يجتنبهما، وألاّ يتلفّظ بهما.
ووجه الخطأ:
أنّ في هذه الكلمة إقراراً لهم واعترافا بأنّ ما هم عليه من الكفر والشّرك هو دين عيسى عليه السّلام ! وعيسى عليه السّلام بريء من كلّ نصرانيّ عبده من دون الله تعالى، وبريء من كلّ من لم يؤمن بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم بعد بعثته.
قال الله تعالى:{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة116].
والواجب أن نسمّيهم بأحد الاسمين:
1- النّصارى، كما سمّاهم المولى في كتابه العظيم في غير ما آية.
2- أو بـ( الصّليبيين )، أو أصحاب الصّليب، فقد جاء في الحديث الصّحيح الّذي رواه البخاري وغيره عن أبي سعيد الخدريّ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال وهو يصف أحد مشاهد يوم القيامة:
(( يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ ...)).
ونظير ذلك أنّه لا ينبغي أن نسمّي الدّولة العبريّة اليهودية بـ( إسرائيل )، لأنّ إسرائيل هو يعقوب عليه السّلام، وهو منهم براء.
فاليهود - وإن كانوا من سلالة يعقوب عليه السّلام - فإنّهم ليسوا على دينه وشرعه.
ثمّ لعلّ الإنسان يريد أن يسبّ دولتهم فيسبّ إسرائيل عليه السّلام ! والتّسمية الصّحيحة أن يقال عنهم: الصّهاينة، أو الدّولة العبريّة، أو اليهوديّة، وأصحّ من ذلك كلّه أن يقال ( فلسطين المحتلّة ) [ونأسف على المسلمين إذ وقعوا في مصيدة الصّهاينة فما عادوا يتحدّثون إلاّ عن غزّة بدلا من فلسطين !].
ونظير ذلك كلّه، إطلاق وصف الشّيعة على الرّافضة، فهم ليسوا شيعةً لعليّ ولا للحسين رضي الله عنهما، وإنّما هم رافضة لصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فتسميتهم بذلك أولى واحرى، اللهمّ إلاّ إذا أردنا توضيح الأمر لجاهله.
والله أعلم.