نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فأسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفِي والدتك، وأن يجعل داءها طهورا لها من كلّ ذنب، حتّى تسير على الأرض ليس عليها خطيئة. وأسأله تعالى أن يرزقكم الصّبر والثّبات أمام هذا البلاء، وأن يُعظِم لكم الثّواب والجزاء.
- أمّا فيما يخصّ نظرك إلى عورتها: فإنّك في موضع ضرورة، والضّرورات تبيح المحظورات، وتقدّر بقدرها، فإذا لم يكن هناك غيرك لتغيير ملابسها، أو لم يكن هناك غيرك ليُعِين أخواتك على ذلك فلا إثم ولا حرج عليك، وتغَضّ بصرك ما استطعت، فإذا اضطررت إلى النّظر جاز لك ذلك. شأنك شأن الطّبيب والممرّض الّذي يقوم على المرضى.
- أمّا فيما يخصّ عباداتها: ففي الوقت الّذي تكون في وعيها وكامل عقلها فتذكّرونها بالصّلاة، وتصلّي على جنبها، فإن لم تستطع فتصلّي بالإيماء والإشارة برأسها حين الرّكوع والسّجود.
وإن كان يمرّ بها أوقات تفقد فيه عقلها كأن تُصاب بخرف مؤقّت، فإنّها حينئذ لا تخاطب بالصّلاة، وإذا أفاقت وعاد لها عقلها لا تقضي الصّلاة باتّفاق الفقهاء.
- أمّا الصّوم فلا أظنّها تقدر عليه، فإن أهلّ عليها شهر الصّيام وهي في كامل وعيها وعقلها فلتُخرجوا عن كلّ يوم فدية طعام مسكين.
وإن أهلّ عليها الشّهر وفقدت عقلها فيه فلا يجب عليكم شيء.
وما أدركها حال عقلها ووعيها يُخرج عنه، وما لا فلا.
ولا تغفلوا عن أسباب إجابة الدّعاء وأوقاتها، فإنّه ليس هناك شيء أنفع ولا أنجع للعبد من الدّعاء. وكان الله معكم.