نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فإنّ هذا النّوع من النّساء – ومن الرّجال أيضا – كثيرٌ في مجتمعنا، في قلوبهم تعظيم كبير للدّين الحنيف، وحبّ كبير لله تعالى، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وما تذكّره بالله واليوم الآخر إلاّ استمعوا إليك وكأنّ على رؤوسهم الطّير، مقبلين بجوارحهم كلّها لسماع الخير، فلا تحتاج قلوبهم إلاّ لمن ينفض الغبار الذّي علاها، وضباب الغفلة الّذي غشاها.
والدّليل على ذلك أنّه لا يأتي شهر رمضان، أو حدث يذكّر بالله إلاّ أقبل الكثيرون على بيوت الله عزّ وجلّ، فكم خسِر أهل الحقّ بسبب غفلتهم عن دعوة الخلق !
أمّا دعوتك لأختك فيجب أن تواظبي عليها، ولا تنقطعي عنها، فإنّ النّفس كالسّنبلة تطأها القدم فسرعان ما تقوم مرّة أخرى، حتّى إذا داوم العبد على وطئها، ثبتت في مكانها.
وينقصك – أختي الكريمة – أمران مهمّان:
* أوّلهما: تقوية وتمتين هذا القلب الضّعيف:
فإنّ القلوب الضّعيفة لا يمكنها حمل الأوامر وتكاليف النّواهي، لأنّها هشّة، ولو حُمِّلتها فإنّ الحبل الّذي بينها وبين الله سينقطع بالضّرورة.
فالأولى – أختي الكريمة – أن تركّزي على الدّخول إلى هذا القلب العجيب، فستجدين تماثيل كثيرة عشّشت بداخله، كحبّ الأفلام، والموضات، والأزياء، والأغاني، وغير ذلك من سفاسف الأمور. فالخطوة الأولى ن تنظّفي هذا القلب من ذلك كلّه، وليس لك من سبيل إلى ذلك إلاّ بالتّزكية والرّقائق :
1- حدّثيها عن الموت وأهواله، وأهدي لها الأشرطة والمواعظ والأقراص الّتي تتحدّث عن ذلك في مراحل متقطّعة.
2- ركّزي على دروس علامات السّاعة، فإنّها من أنفع الأمور للقلب.
3- اعتني بالمواضيع الّتي تبيّن أجر وفضل الطّاعة، فإنّها إذا علمت ذلك سهُل عليها جدّا الامتثال، والإقبال على الكبير المتعال.
4- حدّثيها عن مصارع القوم: من كتب الله له الخاتمة الحسنة، ومن عاقبه الله فختم له بالسّوء والعياذ بالله.
وغير ذلك. وتأمّلي حديث عائشة رضي الله عنها: ( إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الإِسْلاَمِ نَزَلَ الحَلاَلُ وَالحَرَامُ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلُ شَيْءٍ لاَ تَشْرَبُوا الخَمْرَ لَقَالُوا: لاَ نَدَعُ الخَمْرَ أَبَداً، وَلَوْ نَزَلَ لاَ تَزْنُوا لَقاَلُوا: لاَ نَدَعُ الزِّنَا أَبَداً ).
* الأمر الثّاني: الاستعانة بالرّسائل والكتب والأشرطة:
فإنّ كلامك – وإن كان حقّا – فإنّه يبقى كلام صديقتها الّتي تعرفها منذ سنين .. صديقتها الّتي تحدّثها بلا حدود .. صديقتها الّتي طالما تبادلت معها الأسرار الكبار ..
وقد قال أهل العلم: أزهد النّاس في العــالِـــم أهله وجيرانه ! فكيف بنا نحن ؟
فاستعيني ببعض الكتب الّتي تتحدّث عن فضائل الحجاب، وبعض الرّسائل الّتي تبيّن حكمه وأجره، وأنصحك بكتاب لا مثيل له في هذا الباب، ألا وهو: ( عودة الحجاب ) للشّيخ محمّد إسماعيل المقدّم حفظه الله تعالى، فهو يُظهر لها أنّها بتبرّجها زيادة على مخالفة شريعة الله فإنّها أسهمت إسهاما كبيرا في نجاح مخطّط أهل الكفر والإلحاد، والبغي والفساد.
والله تعالى الموفّق لا ربّ سواه.