قراءة سورة ( الملك ) من أذكار اللّيلة، ومن أذكار النّوم أيضا.
- أمّا كونها من أذكار اللّيلة؛ فلحديث الباب، وأحاديث أخر.
وقد بيّنّا أنّ اللّيلة مبدؤها من غروب الشّمس، ومنتهاها إلى الفجر، فمتى قرأها المسلم بين ذلك، فقد أصاب السنّة إن شاء الله تعالى.
- وأمّا كونها من أذكار النّوم؛ فلما رواه التّرمذي وغيره عَن جَابر رضي الله عنه قال:
كَانَ النّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم لَا ينَام كلَّ لَيْلَة حَتَّى يقْرَأ {تَنْزِيل} السَّجْدَة، و{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْملْكُ}. ["الصّحيحة" (585)].
وفضل قراءة سورة الملك كلّ ليلة أنّها تُنْجِي صاحبَها وقارئها من عذاب القبر، حتّى إنّه أضحى من أسمائها ( المانعة )، و( المنجية ).
ونلحظ أنّ الحديث موقوفٌ، ولكن له حكم المرفوع؛ لأنّه ممّا لا يقال من قِبل الرّأي:
وفي الباب حديثان آخران:
الأوّل: ما رواه أبو داود، والتّرمذي - واللّفظ له -، والنّسائي عن أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عنْ النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ:
(( إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}. وهو حديث حسن.
الثّاني: ما رواه الحاكم عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه أيضا قالَ:
(( يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ، فَتُؤْتَى رِجْلاَهُ، فَتَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، كَانَ يَقْرَأُ عَلَيَّ سُورَةُ {المُلْكِ}، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ صَدْرِهِ،-أَوْ قَالَ: بَطْنِهِ-فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، كَانَ أَوْعَى فِيَّ سُورَةَ {المُلْكِ}، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ{المُلْكِ}، فَهِيَ المَانِعَةُ تَمْنَعُ عَذَابَ القَبْرِ، وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ سُورَةُ {المُلْكِ}، مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ )).