ولا يُعرفُ مرضٌ يصيب القلوب بعد الشّرك بالله علاّم الغيوب مثل العشق؛ لذلك ينبغي للمسلم والمسلمة ستّة أمور:
1-كتم هذه المشاعر وعدم البوح بها: لأنّها مفسدة من أعظم المفاسد، وتهدم صروح العفّة والطّهارة.
وقد قرّر علماء النّفس أنّ الإخبار بالشّيء يزيد من ثباته في النّفس، ومن أجل ذلك أمرنا الشّرع بأن نجعل لساننا يلهج بذكر الله عزّ وجلّ، لأنّ ذكر الشّيء على اللّسان يثبّته في الجَنان.
وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا، أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ )) [متّفق عليه].
2-الصّبر ومجاهدة النّفس:
وهذا من أعلى مقامات العبادة، لهذا جاء في " المسند " وغيره عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابٍّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ )).
واستحقّ بذلك أن يكون من السّبعة الّذين يُظِلّهم الله في ظلّ عرشه يوم القيامة؛ لكمال صبره، وتحملّه للمشقّة.
3-الدّعاء والتضرّع لربّ الأرض والسّماء:
وفي ذلك أدعية ثابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأل الله فيها أن يكفّه عن الحرام وما أدّى إليه، منها: ما رواه مسلم عن عبدِ اللهِ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنَه كان يقول في دعائه: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى وفي رواية ثانية : وَالْعِفَّةَ )).
فإذا سألت العفّة، وفّقك الله على سبلها.
4-تذكّر فضل العفّة:
فالعفّة من أسباب سعادة المرء، كما قال بعض السّلف:" والله للذّة العفّة أعظم من لذّة الذّنب ".
وقال الغزالي في " إحياء علوم الدّين " (3/55):" ولا معيشة أهنأ من العفّة، ولا عبادة أحسن من الخشوع، ولا زهد خير من القنوع، ولا حارس أحفظ من الصمت، ولا غائب أقرب من الموت ".
وكلّ ذلك لوعد الله تعالى على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه الإمام أحمد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا آتَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ )).
5-تذكّر أنّ الإفصاح بهذه المشاعر للفتاة منافٍ للمروءة والرّجولة:
واجعل شعارك ودِثارك قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَتََرْضَاهُ لأُخْتِِكَ ؟ أَتَرْضَاهُ لأمِّكَ .. فَكَيْفَ تَرْضَاهُ لِغَيْرِكَ ؟ )).
6-الزّواج: إن أمكن ذلك.
فقد روى ابن ماجه عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ )).
وقد أمرنا الله تعالى أن تأتِي البيوت من أبوابها.
والله الموفّق لا ربّ سواه.