الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
نعم - أختي الفاضلة - فإنّه لا يحلّ نقض الصّوم إن كان قضاءً؛ ويدلّ عل ذلك أمران:
الأوّل: من الأثر:
فقد روى التّرمذي بسند صحيح عَنْ أُمِّ هَانِئٍ رضي الله عنها قالتْ:
كُنْتُ قَاعِدَةً عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ نَاوَلَنِي فَشَرِبْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَذْنَبْتُ فَاسْتَغْفِرْ لِي !
فقالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( وَمَا ذَاكِ ؟ )).
قَالَتْ: كُنْتُ صَائِمَةً، فَأَفْطَرْتُ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلّم:
(( أَمِنْ قَضَاءٍ كُنْتِ تَقْضِينَهُ ؟)).
قالتْ: لَا. قَالَ صلّى الله عليه وسلّم:
(( فَلَا يَضُرُّكِ )).
وعند أبي داود: ((فَلَا يَضُرُّكِ إن كان تطوّعا )).
مفهوم الحديث، أنّه يضرّها الإفطار فتأثم لو كان صومها واجبا ( كصوم رمضان أو كان قضاءً، أو نذراً ).
الثّاني: من النّظر:
فقد تقرّر في علم الأصول أنّ الواجب يلزم بالشّروع فيه، ولا يحلّ إبطاله إلاّ من عذر شرعيّ.
والله تعالى أعلم.