الرّزق سواء كان مالا، أو عقارا، أو ولدا، أو غير ذلك.
الرّزق الّذي كان ولا يزال ولن يزال أهمَّ قضيّة لدى الأفراد والشّعوب، وشعارهم: المال سبب السّعادة أو الكروب ..
الرزّق نعمة من نعم الله تحوّلت لدى الكثيرين إلى طوفان كبير كبير، وشرّ مستطير ..
الرّزق منّة وفضل من الله صار مفرّقاً للجماعات، وهادِماً للأُسر والمجتمعات .. فكم من أسرة قد فرّق شملها، وكم من جماعة قد شتّت جمعها .. وكم من رحم من أجله قُطِعت، وكم من محبّة تلاشت وقُلِعت .. كم أضلّ من القلوب، وكم جلب من الكروب، وكم جرّ من الذّنوب ..
وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين قال: (( وَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ )).
وإنّما قلت: الصّلاة مفتاح للرّزق الحسن، لأنّ الرّزق نوعان:
رزق حسن حلال، عذب زلال، ورزق مذموم حرام، هو مرتع الأنذال واللّئام.
وحديثنا عن الرّزق الحسن: فهو ما كُسِب من طريق مشروع، ولم يصدّك عن الواجب.
أمّا الرّزق الحرام العفِن، فهو ما كان طريقه غير مشروع، أو صدّك عن الواجب .. فذاك مهلكة من المهالك، يؤتاه الكفّار والفجّار كذلك.
فما السّبيل إلى تحصيل الرّزق الحلال ؟ ما هي مفاتيح القناعة الّتي ضاعت معالمها ؟ وما أسباب البركة الّتي طُويت أعلامها ؟
ما السّبيل إلى أن أحظى بدعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ لِلإِسْلاَمِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا، وَقَنَعَ بِهِ )) ؟..
فاعلموا – معاشر المؤمنين – أنّ أعظم مفاتيح الرّزق الحلال هو: المحافظة على الصّلاة وطاعة الكبير المتعال.
وأدعوك لتتأمّل معي نصوصا من كتاب الله عزّ وجلّ، وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ترى فيها ربطا عجيبا بين الصّلاة والرّزق، ليزداد الّذين آمنوا إيمانا، وثباتا على الصّلاة وإحسانا.
- النصّ الأوّل: قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذّاريات].
وقد بيّنّا أنّ الصّلاة أعظم مظاهر العبوديّة، وأنّ الله يوم فرض الصّلاة فرضها خمسين صلاةً، وكأنّه ليس ثمّة عملٌ إلاّ الصّلاة. ولمّا كان السّعي وراء الرّزق والمال هو الصّارف عن هذه العبادة، ختم الآية بما يدلّ على أنّ الله قد ضمِن لك رزقَك فقال:{إنَّ اللهَ هُو الرزّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ} ..
ويؤكّد ذلك ما رواه الإمام أحمد عن أبي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ:{ إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ })).
ومن أعظم الأحاديث في هذا المعنى ما رواه الترمذي عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ )).
- النصّ الثّاني: قال عزّ وجلّ وهو يبيّن سبب انصراف النّاس عن الصّلاة:{وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طـه:131]..
فما العمل ؟ قال بعد ذلك:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طـه:132]، فانظر كيف بيّن أنّ الرّزق الحلال لا طريق إليه إلاّ بإقام الصّلاة والصّبر عليها، وأمر الأهل بها..
الصّلاة خاصّة من بين جميع العبادات الأخرى، لأنّها الشّفاء الوحيد من داء المغرِيات، وسموم الشّهوات.
- النصّ الثّالث: تأمّل معي قوله تعالى في سورة مريم:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم:59].
فهذا ذمّ ووعيد شديدان لمن أضاع الصّلاة، ثمّ قال:{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً}، أي: إلاّ من انتهى عن إضاعة الصّلاة فأولئك يدخلون الجنّة، {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً}..
ولكن .. ما ثواب من أقام صلاته فيها ؟ قال تعالى:{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} [مريم:62]، ذكر الرّزق الرغد لأنّه عزّ وجلّ علم أنّ طلب الرّزق هو أعظم ما صرف النّاس عن عبادته .. قال العلماء: " ليس في الجنّة بكرة وعشيّة، ولكنّ ذلك كناية على دوام الرّزق فيها وأنّه لا ينقطع "..
- النصّ الرّابع: تأمّل حال مريم عليها السّلام، الّتي قال الله في حقّها:{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
ولفظة (كلّما) تفيد التّكرار، فكانت حريصة على الصّلاة، فكان إذا دخل عليها نبيّ الله زكريّا وجد عندها الرّزق الحسن، فعندئذ أدرك نبيّ الله زكريّا عليه السّلام ذلك، فقال تعالى:{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران:38]، فأين استجاب الله له ؟ وأين رزقه الله تعالى الولد ؟ قال تعالى:{فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران:39].
- النصّ الخامس: وأدعوك لتتأمّل أيضا حال إبراهيم عليه السّلام وهو منصرف عن أهله قائلا:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:37].
فقد ترك إبراهيم عليه السّلام هاجر وإسماعيل صبيّا وحيدين ( بوادٍ غير ذي زرع ) أي: بأرض جرداء قاحلة، فانصرف عنهم وذهب، لكنّه دعا الله وطلب .. وتأمّلوا أنّه ما سأل اللهَ الرّزق لأهله حتّى ذكر الشّرط، وهو إقام الصّلاة.
فسخّر الله تعالى لأهله عينا ماؤها طعام طعم وشفاء سقم .. ثمّ جعل أفئدةً من النّاس تمرّ بذلك المكان الّذي لا يمرّون به عادةً لانعدام الماء والكلأ فيه .. ولكنّ الله يفتح على عباده بما يشاء كيفما يشاء، إذا كانوا يعظّمون ما يشاء.
الخطبة الثّانية:
الحمد لله حمدا كما أمر، الّذي وعد المزيد لمن شكر، وأوعد بالعذاب من تولّى وكفر، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، أفضل الخلق وسيد البشر صلّى الله عليه وسلّم، اللهمّ صلّ عليه وسلّم ما اتّصلت عين بنظر، وسمعت أذن بخبر، وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدّين، أمّا بعد ..
فإنّ من النّصوص الّتي نقف عندها فنتأمّلها لنرى إلى حدّ ارتبطت الصّلاة بالرّزق الحسن:
- النصّ السّادس: آيات الطّلاق في سورة البقرة:
فتأمّل كلام الله تعالى عن الطّلاق، وذلك في سبعة عشر آية، تحدّث الله تعالى عن عدّة المطلّقة، وعن عدد التّطليقات، ثمّ عن الخُلع، ثمّ وجوب النّفقة والمتعة على المطلّق، وأنّه إن طلّق ولم يدخل بها فإنّه يتنازل عن نصف المهر، وأمّا لو كانت الفرقة خلعا فإنّ المرأة تردّ له مهره كلّه ..
ممّا يجعلنا نرى الطّلاق يحيط به دفعُ مال أو تنازلٌ عنه، وهنا يحضرُ حرص كلّ من الطّرفين على المال، كما قال تعالى في سورة النّساء:{وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحّ} [النساء: من الآية128]..
فما الدّواء الّذي ذكره الله تعالى لهذه المسألة ؟
ابتدأ الكلام حول الطّلاق في الآية 225، وقطع الكلام عنه في الآية 237، ثمّ استأنف الكلام عنه في الآية 239..فماذا قال الله تعالى بين ذلك ؟!
إنّه قال:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)}..
ولو استعمل أحد من البشر هذا الأسلوب لعُدّ من الخارجين عن الموضوع لا شكّ في ذلك !
لكن إذا علمنا أنّ هذا: كلام الله تعالى، أدركنا أنّ فيه علاجا لقضيّة الشحّ، فحتّى لا يجحد الرّجل حقّ المرأة، ولا تتعسّف المرأة في حقّ الرّجل، ذكّر الله تعالى بما يبسط الله به الرّزق على عباده .. ألا وهو المحافظة على الصّلوات ..
- النصّ السّابع: ما رواه البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ )) قَالَ البخاري: وَتَرْتُ الرّجل إذا قتلت له قتيلا أو أخذت له مالا.
وإنّما خصّ صلاة العصر كما خصّها الله تعالى بالذّكر في قوله:{وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى}، لانّ وقت العصر يكثُر فيه سعيُ النّاس نحو تحصيل الرّزق، ممّا يلهِيهم ذلك عن صلاة العصر.
فمن فاتته صلاة العصر فقد وتر أهله وماله.
إذا تأمّلت ذلك كلّه، فانظر حواليك إلى من صاروا يُضيّعون صلواتهم بحجّة العمل والسّعي وراء القوت، فانقلبت الموازين، وضاعت المفاهيم، واندثرت عقيدة محمّد صلّى الله عليه وسلّم وإبراهيم، وزكريّا، ومريم في عقر ديارهم !
- النصّ الثّامن: روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ يُوقِظُ لِلصَّلَاةِ )).
فانظروا إلى تعظيم الله لهذا الحيوان، فسخّر له نبيّا اسمه محمّد صلّى الله عليه وسلّم يدفع عنه السبّ، ويحرّم انتهاك عرضه، لأنّه يوقظ للصّلاة، فالّذي حماه وصانه، وعظّمه ورفع مكانه، لا شكّ أنّه يحميك..
ولكن .. إذا سمعنا الدّيك الّذي يوقظُ للصّلاة، فما هو الذّكر الّذي يقوله المسلم ؟
فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا )).
فعلّمنا أن نسأل الله رزقه وبركته، لأنّ الفضل هو الرّزق، كما قال تعالى:{
وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ}.
عباد الله ..
فاعلموا أنّ الّذي أمرنا بطلب الرّزق، وأمرنا بالعمل، ونهانا عن طول الأمل والكسل، أمرنا قبل كلّ ذلك أن نحرص على أشرف مقامات المؤمنين، وقرّة عيون الموحّدين .. ألا وهي الصّلاة .. وكان من آخر ما أوصى به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمّته الصّـلاة .. فقال: (( الصّلاة الصّلاة ! وما ملكت أيمانكم )).
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون:9]،
وروى أحمد والتّرمذي عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ )).
قال الحسن البصريّ رحمه الله: " إنّ لكلّ أمّة وثنا يعبد، ووثن هذه الأمّة الدّرهم والدّينار ".
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ )).
ويقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ رُوحَ القُدُسِ قَدْ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ مَا عِنْدَ اللهِ لاَ يُنَالُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ )).
وقال: (( لَوْ فَرَّ ابْنُ آدَمَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنْ أَجَلِهِ، لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ أَجَلُهُ )).
وصلّ اللهمّ على محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.