" إن هنّأك احدٌ فَرُدَّ عليه، ولا تبتدئ أحداً بذلك، هذا هو الصّواب في هذه المسألة.
لو قال لك إنسان مثلاً: نهنّئك بهذا العام الجديد، قل: هنّأك الله بخير، وجعله عام خير وبركة. لكن، لا تبتدئ الناس أنت؛ لأنّني لا أعلم أنّه جاء عن السلف أنهم كانوا يُهنّئُون بالعام الجديد. بل اعلموا أنّ السلف لم يتّخذوا المحرّم أوّل العام الجديد إلاّ في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ". اهـ
وفي " المجموع الثّمين من فتاوى ابن عثيمين رحمه الله" (2/226) ذكر الشّيخ رحمه الله أنّ " قول: ( كلّ عام وأنتم بخير ) جائز إذا قُصِدَ به الدعاء بالخير "اهـ.
فالحاصل: أنّ الابتداء بها غير مشروع، والردّ عليها مشروع تأليفا للقلوب، وقياما بواجب الردّ على الكلام الطيّب.
ونظير ذلك ما قرّره العلماء: أنّه يغتفر في الدّوام، ما لا يُغتفر في الابتداء.
ومن الجدير بتنبيه النّاس عليه: أنّ المسلم لو تأمّل جيّدا انقضاء اللّيالي والأيّام، والسّنين والأعوام، لأدرك أنّ عاما ينقضي من حياته، ويقرّبه إلى معاده، لجدير بأن يُعزّى لذلك.
والله أعلم.