الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فمن القواعد المطّردة في باب التّصغير: هو أنّ العبرة بالمفرد:
فإن كانت الكلمة مفردةً، فذاك.
وإلاّ رجعنا إلى صيغة المفرد، ثمّ نصغّرها، وبعد ذلك نقوم بجمعها.
فلو طُلب منك - مثلاً - تصغير كلمة ( رجال ) قلت: رُجيلون، لأنّ مفرده ( رجل )، وتصغيره ( رُجَيْلٌ )، فالجمع: رُجَيْلُونَ.
أو سئلت عن تصغير كلمة ( عظماء )، فتقول: ( عُظيِّمون )؛ لأنّ مفرده ( عظيم )، وتصغيره: ( عُظيِّم ).
فتصغير كلمة ( شعراء ): ( شُوَيْعِرُون )؛ لأنّ مفرد ( شعراء ): شاعر، وتصغير ( شاعر ): ( شُوَيْعِر ).
ولا لوم ولا عتاب على من استصعب هذا الباب؛ فقد ذكر مثلَ هذه المسائل الإمامُ النّحويّ أبو عليّ الإستراباذي رحمه الله في كتابه العجيب " محنة الأديب "، وقد قال في مقدّمة كتابه:
" سمَّيناه " محنة الأديب "؛ لأنّه يُختبَر بما فيه مُدَّعو الأدب، والمتبذِّخون بحفظ الأصول والكتب، ليتميَّز المقدَّم في العلم من المؤخَّر، ويظهر فضل المبرَّز ...".
ومن الأمثلة المذكورة في كتابه:
ظرفاء: تصغّر على ( ظُرَيِّفون ).
وعلماء: تصغّر على ( عُوَيلِمون ).
وأذلّة: تصغّر على ( ذُلَيِّلون ).
ثمّ قال رحمه الله:" وكلّ جمع سُئلتَ عن تصغيره، فإن كان أدنى العدد صغّرته على لفظه، وإلاّ رجعتَ إلى أدنى العدد ..."اهـ.
والله تعالى الموفّق لا ربّ سواه.