وصدق عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى حين قال:" نحن إلى قليل من الأدب أحوج منّا إلى كثير من الفقه "..
هذا قاله في العصر الذّهبي لأمّة الإسلام، يوم انتشر الفقه انتشارا عظيما، فما القول في عصر صار من الفقه عقيما ؟!
قال ذلك يوم كان يلتفت فإذا به يرى سفيان الثّوري وابن عيينة والحسن البصريّ والفضيل بن عياض ومنصور بن المعتمر وغيرهم من سادات الأصفياء، وخيار الأتقياء ..
فما عسانا نقول في عصر تُحارب فيه آداب الإسلام من أصحابها، وتداس معالم الأخلاق من طلاّبها ؟!..
فطلبا للتّحلّي بجملة من الآداب الطيّبة، جعلنا هذه الأسطر بين يديك تذكيرا بمنزلة الأدب في الإسلام، وعلوّ مرتبته عند ربّ الأنام.
وتظهر لنا أهمّية الأدب من عدّة وجوه يصعب حصرها، وإنّما نكتفي بالإشارة إلى بعضها:
1- من اسمه ( الأدب ).
فالأدب كلمة تدلّ على الخير كلّه، فهي تعني:
الأدب مع الله، كالإخلاص له في القول والعمل، ومراقبته في السرّ والعلن، والوقوف بين يديه على أحسن حال، واستحضار ما له من قدر وجلال.
وتجمع الأدب مع الخلق، كصدق الحديث، والوفاء، وأداء الأمانة والإخاء، وإفشاء السّلام، وحسن الكلام، والابتسامة في وجوه النّاس، والرّفق بالضّعيف، والصّبر على الطّائش الخفيف.
وتجمع أدبك مع نفسك: في سيرك، وجلوسك، وحديثك، وسمعك، ونومك، وأكلك، وشربك، وغير ذلك.
لذلك عرّفه ابن حجر رحمه الله وغيره بأنّه:" استعمال ما يُحمد قولا وفعلا ".
وقال غيره:" الأخذ بمكارم الأخلاق "، وقال آخر:" الدّعوة إلى مكارم الأخلاق وتهذيبها ".
وعرّفه ابن القيّم رحمه الله بقوله:" اجتماع خصال الخير في النّفس "، وكأنّه يرى أنّ الأدب كلمة تدلّ على الاجتماع، ومنه المأدُبة تطلق على اجتماع النّاس على الطّعام.
2- الأدب هو التّزكية التي ندبنا المولى عزّ وجلّ إليها، وعلّق الفوز والنّجاة عليها.
يقول أهل العلم: لا يخلو قلب من القلوب من أسقام، لو أهمِلت تراكمت، وترادفت العلل وتظاهرت، فيحتاج العبد إلى تأنّق في معرفة أسبابها، ثمّ إلى التّشمير في علاجها وإصلاحها.
التّزكية هي الّتي أقسم الله من أجل تحقيقها ثمانية أقسام حتّى قال:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، وإهمالها هو المراد بقوله:{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}..
تزكية النّفوس هو ربع الرّسالة النبويّة، لقوله تعالى:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164].
تزكية النّفوس: هي ملاك دعوة الرّسل بعد التّوحيد، فهذا موسى عليه السّلام يقول لفرعون: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}..
تزكية النّفوس: أعظم أسباب الفوز بالدّرجات العُلى كما قال تعالى:{وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)}..
تزكية النّفوس: هي ما كان يكثر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الدّعاء لتحصيلها، فقد كان من دعائه صلّى الله عليه وسلّم: (( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا ))[1].
3- كثرة النّصوص النّبويّة في الحثّ على التحلّي بالآداب الشّرعيّة:
فمن فتح دواوين السنّة النبويّة لتعجّب أشدّ العجب من كثرة الأحاديث الدّاعية إلى التحلّي بالأخلاق الإسلاميّة، والتزيّن بالآداب الشّرعيّة، فهي ممّا يصعب استقصاؤه، ولا يمكن إحصاؤه، ولكن حسبنا ببعضها، فهي تغني عن كلام كلّ أديب، وقطعت جهيزة قول كلّ خطيب.
- روى أحمد والتّرمذي وغيرهما عن أَبِي ذَرٍّ وَمُعَاذٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( اِتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ )).
- وروى ابن حبّان عن أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي المِيزَانِ: الخُلُقُ الحَسَنُ ))، وفي رواية للبيهقيّ في "الشُّعب": (( أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ خُلُقٌ حَسَنٌ، إِنَّ اللهَ يُبغِضُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ البَذِيَّ )).
- وروى أحمد والحاكم عن عائشة رضي الله عنها أنّه صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ )).
- وروى التّرمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سُئِل عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ ؟ فَقَالَ: (( تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الخُلُقِ ))، وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ ؟ فَقَالَ: (( الفمُ وَالفَرجُ )).
- وروى التّرمذيّ أيضا عن جابر رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ: أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ: الثَّرْثَارُونَ، وَالمُتَشَدِّقُونَ، وَالمُتَفَيْهِقُونَ ))، قَالُوا: "وَمَا المُتَفَيْهِقُونَ ؟ " قَالَ: (( المُتَكَبِّرُونَ ))[2].
- وروى أبو داود عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ )).
والوعد بضمان بيت في الجنّة ليس بالشّيء الهيّن اليسير، فهو بيت في الجنّة لا كسائر البيوت.
إنّه بيت خاصّ بمن حسَّن خلقه، وقد بلغت بحسن خلقك درجة من بنى لله مسجدا من خالص ماله، روى البخاري ومسلم عن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ -وفي رواية-: بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ )).
لقد بلغت بحسن خلقك درجة المواظب والمحافظ على الصّلوات النّوافل والرّواتب ففي صحيح مسلم عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ))..
لقد بلغت بحسن خلقك درجة من ابتُلي بذهاب ولده وفلذة كبده، فكان من الصّابرين المحتسبين، فقد روى التّرمذي عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ ! فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ !. فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ.
فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ )).
وهذا من فضل الله تعالى على هذه الأمّة، تنال أيّها المسلم مثل هذا الشّرف المحمود، والمقام المشهود، بينما كان من قبلنا لا يناله إلاّ ببذل النّفس لله تعالى، فإنّ أقصى ما طلبته من الله آسيا بنت مزاحم ما يناله العبد إذا حسّن خلقه لله، قال تعالى:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11].
- وروى البخاري رحمه الله في " الأدب المفرد " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ )).
فالعرب عُرِفوا بمكارم الأخلاق، وأبرز ما عُرِفوا به الكرم، والشّجاعة، والغَيرة، والعِفّة، والوفاء، وصِدق اللّهجة، وحماية الجوار .. وغير ذلك، إلاّ أنّ بعضها كان يصل إلى حدّ الغلوّ، فاحتاج إلى ضبطه، وقسم منها كان فيه نوع من النّقص فاحتاج إلى إصلاح غلطه.
4- أنّ التحلّي بالآداب من أعظم صنائع المعروف..
وصنائع المعروف تقي صاحبها مصارع السّوء، ولا أدلّ على ذلك من الحديث الّذي رواه البخاري ومسلم يوم نزل الوحي عليه صلّى الله عليه وسلّم لأوّل مرّة، فَرَجَعَ صلّى الله عليه وسلّم تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ: (( زَمِّلُونِي ! زَمِّلُونِي !)).
فَزَمَّلُوهُ، حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ قَالَ لِخَدِيجَةَ: (( أَيْ خَدِيجَةُ مَا لِي لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي )) فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، قَالَتْ خَدِيجَةُ: ( كَلَّا أَبْشِرْ ! فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ! فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ).
فتأمّل ما ذكرته، تجدها لم تذكر إلاّ الأخلاق الحميدة الّتي بها يدفع الله عن عبده السّوء.
5- طرد الهمّ.
فقد أجمعت الملل والنّحل والأمم على استحسان الأدب، لأنّهم يرون أنّ أكبر طارد للهمّ هو التّحلّي بالفضائل.
حتّى إنّ علماء الاجتماع وغيرهم، يقرّرون أنّ النّفوس الّتي لا تستطيع أن تصل إلى حدّ من الأخلاق المرضيّة تصاب باليأس والقنوط، والغمّ والإحباط !
وهذا أمر نراه كلّ يوم، فطفرة غضب تُفسِد حالَ الرّجل يوما كاملا أو أكثر من ذلك..
وإنّ علم المرء بتقصيره في حقوق غيره من الاحترام والتّوقير والبذل والعطاء يجعله في ضيق من العيش ونحو ذلك، وصدق الله إذ قال:{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطفّفين:14]..
ومن أعجب الأحاديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك، حديث يجعل السّعادة بين يديك، والطّمأنينة مقبلة عليك، لأمور عظام في دين الله، وترى بينها أدبا من آداب البيوت:
قد روى الإمام روى أبو داود وابن حبّان - واللّفظ له - عن أبي أمامةرضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ: إِنْ عَاشَ رُزِقَ وَكُفِيَ، وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ الجَنَّةَ: مَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ فَسَلَّمَ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ، وَمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ ))[3].
لذلك قال الإمام ابن حزم رحمه الله في " الأخلاق والسّير " (ص14-15):
" السّعيد من أنِست نفسه بالفضائل والطّاعات، ونفَرت من الرّذائل والسيّئات، وليس ذلك إلاّ صنع الله تعالى ..".
6- الدّين أدب كله.
ذلك لأنّ الآداب الإسلاميّة تشمل المعاملة مع الخالق عزّ وجلّ، ثمّ مع الخلق، ثمّ مع النّفس، وتشمل ما هو واجب وما هو مستحبّ، لذلك كثرت المصنّفات في الأدب على ثلاثة طرق:
- الطّريقة الأولى: نثر الفقهاء لشعب الأدب في الأبواب الفقهيّة، فبوّبوا لآداب القيام، والجلوس، والاستنجاء، وستر العورة، وأدب العُطاس، والسّلام، والاستئذان، والمصافحة، والكلام، ومعاشرة الوالدين، والأزواج، والإخوان، وأدب البيع والشّراء، وغيرها..
- الطّريقة الثّانية: كتب أُفرِدت في الأدب عموما، ككتاب :" الآداب الشّرعيّة " لابن مفلح، و" منظومة الآداب " لابن عبد القويّ، وشرحِها " غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب" للإمام السّفاريني، و"أدب الدّنيا والدّين" للماوردي.
- الطّريقة الثالثة: كتب أُفرِدت في أدب معيّن وهي كثيرة جدّا، من ذلك: ( أدب الفتيا ) للسّيوطي وغيره، و(أدب الأكل) للأقفهسي، و( أدب الأطفال ) للهيثمي، و(آداب المناظرة) للشّنقيطي، و(آداب الصّحبة) للسّلمي، و(آداب الزّفاف) للألباني، و(آداب العشرة) للغزّي، وآداب الطّبيب، وآداب معاملة الضّيف، وآداب معلّمي القرآن، وأدب الكاتب، وأدب الهاتف، وسوق السّيارة، وغير ذلك، وأكثر الأبواب حظِي بعناية العلماء آداب طالب العلم، لما ورد من الوعيد الشّديد لمن علم ولم يعمل بمقتضى ما علمه.
[1] رواه مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.
[2] قال ابن القيّم رحمه الله في " تهذيب السّنن ":" والثّرثار: هو الكثير الكلام بتكلّف. والمتشدّق: المتطاول على النّاس بكلامه الّذي يتكلّم بملء فيه تفاخما وتعظيما لكلامه. والمتفيهق: أصله من الفهق، وهو الامتلاء، وهو الّذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسّع فيه تكثّرا وارتفاعا وإظهارا لفضله على غيره ".
[3] " صحيح التّرغيب والتّرهيب " (321).