2- وأن يتعدّى باللاّم، فيكون معناه العطاء القليل.
يقال: رضخ له من ماله أي: أعطاه شيئا قليلا، ومنه الرّضخ في باب الميراث، هو إعطاء من حضر القسمة كما قال تعالى:{ وَإِذَا حَضَرَ القِسْمَةَ أُولُو القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا }.
ومنه أيضا الرّضخ في باب الأنفال، فإنّه لا يُعطى النّساء ولا العبيد من الغنائم، ولكن يُرضخ لهم كما في الأحاديث الصّحيحة.
قال الشّيخ تقيّ الدّين (ص104-105):
" ومن لا يزن كلامه بقسطاس مستقيم، بل يأخذه إنشاء من كلام كلّ من هبّ ودبّ، فإنّه يقع في أخطاء لا تُعدّ ولا تُحصى.
ولا نتعجّب من العامّة إذا فعلوا ذلك، وإنّما نتعجّب من الخاصّة الذين يُرجى منهم أن يسهروا على تحقيق اللّغة وإصلاح الخطأ، فإذا بهم يرتكبون الأخطاء ولا يبالون، وربّما يغضبون ويتعصّبون، وهذا مضرب المثل: (بالملح يَصلُح ما فسد، فكيف إذا الملح فسد) فلسان حال اللّغة ينشدهم:
إِذَا رُمْتُمْ قَتْلِي وَأَنْتُمْ أَحِبَّتِي إِذَنْ فَالأَعَادِي وَاحِدٌ وَالحَبَائِبُ " اهـ.
قل:" لحظة " ولا تقل:"برهة"
ومن أغلاط النّاس قولهم:" فلبِث بُرهة لا يتكلّم " ويريدون بذلك الزّمن القصير.
وذلك خروج عن المعنى الحقيقيّ لهذه اللّفظة؛ فقد جاء في " الصّحاح " للجوهريّ رحمه الله:" أتت عليه برهة من الدّهر - بضمّ الباء وفتحها - أي: مدّة طويلة ".
وقال الزّمخشري في " أساس البلاغة ":" أقمت عنده برهة من الدّهر ".
وممّا يُضحك الثّكلى أن تسمع أحدهم يقول:" جلست عنده برهة حسبتها سنة " ! فكأنّه قال:" نظرت إلى الشّمس فحسبتها الشّمس ".
فمن أراد التّعبير عن الزّمن القصير، فليقل: " لحظة " أو " هُنَيْهة "، أو ساعة.
والله أعلم.