فهو قوله تبارك وتعالى:{لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)} [آل عمران].
فإنّ أعظم ما يؤثّر على القوارير، ما ترى عليه حال المرأة الغربيّة، والمستغرِبة، فإن كنتِ أيّتها المرأة من ذلك النّوع من النّساء فتذكّري أنّك تركت الاقتداء بخير البريّة، وصِرتِ تقتدين بشرّ البريّة:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:6]..
فإنّ من أهمّ صفات المرأة المسلمة صفتان:
1-الالتزام بتعاليم ربّ الأنام:{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: من الآية 34] التي تسعد الزّوج في حياته، وتعينه على العمل لما بعد مماته.
المرأة الّتي مدحها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه مسلم عن عبدِ اللهِ بنِ عمْرٍو رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )).
يُحكى عن بعض السّلف أنّه كان كلّما دخل بيته قال:" ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله !".. فقيل له: لم تقول ذلك ؟ فقال: ألم يقل الله تعالى:{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف:39]؟ قالوا: بلى ؟ قال: فإنّ زوجتي قد جعلت بيتي جنّة، فلذلك أقول ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله !
إنّ مـن الطّـيـــور البــجــع *** والطّـيـور عـلـى أشـكـالـهـا تـقـع
2-ثانيا: ومن صفات المرأة الصّالحة التفرّغ: التي تتفرّغ لرعاية أولادها وبناتها، ليست بخرّاجة ولاّجة، لا يشغلها عن أولادها شاغل مهما كان، فـ(( المَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )).
وإنّنا نخشى بسبب الحملة العلمانيّة على هذه البلاد أن يصيب أولادَنا ما أصاب أطفالَ الغرب .. واقعٌ مرٌّ فرض على أربعة ملايين طفل أميريكيّ أن يعودوا إلى منازلهم من المدارس آخر النّهار، حاملين مفاتيح بيت خاوٍ من الوالدين، وهذا من أعظم ما يسبّب الإحباط والانحراف في سلوك الأطفال.
ليس اليتيم من انتهى أبواه من *** همّ الحياة وخلّفاه ذليـلاً
إنّ اليتيم هـو الذي تلقـى له *** أُمّاً تخلّت، أو أباً مشغـولا
وممّا يجدر بنا أن ننقله إليك أيّتها المرأة بعض الإحصاءات الّتي تزيدك ثباتا على مبدئك، لندرك فشل خروج المرأة للعمل:
12 مليون حالة طلاق بسبب عمل المرأة 85 % منها في الغرب.
80% من الأميريكيّات صرّحن بأنّه لا يمكن التّوفيق بين عمل المرأة خارج البيت وعملها في المنزل.
40 % من دخل المرأة العاملة في العالم تنفق على المظهر والمواصلات، فهي بعد أن خرجت لتعمل، صارت تعمل لتخرج.
60% من الّذين يعتنقون الإسلام في دول الغرب نساء، وفور إسلامهنّ يُصرّحن بضرورة بقاء المرأة في البيت.
وإن كنت ترغبين في إلقاء نظرة على عمل المرأة في الغرب، فإليك معنى عمل المرأة في الغرب الّذي بدَّعي المساواة:
85 – 95 % نسبة وجود المرأة في قطاع الدّعارة ! و20 % في القطاعات الإدارية. و10 % في القطاعات السياسية و5 % أو أقلّ في القطاعات القضائيّة أو القيادات العليا.
والّذي يندى له الجبين، أنّ 80 % من نساء السّينما العربيّة هنّ راقصات أو نساء ليل !
هذا هو المجتمع الّذي يريدون منّا أن نتّخذه قدوة !
دولة عربيّة صرّحت إحدى راقصاتها في التّلفاز أنّها ما نجحت في مشوارها الـ(ـعـ)فني، لو لم تهرب من بيت أهلها الّذين رفضوا عملها، فهرب في تلك اللّيلة 27 فتاة مراهقة لا تتجاوز الواحدة منهنّ 16 سنة !
{أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة:221].
النّداء الثّاني: إلى ولاة الأمور..
وهذا النّداء من باب قوله تعالى:{مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف: من الآية 164]..
قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النّساء: من الآية 58]..وروى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..: فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)).
وليس معنى كلمة (مسؤول) أنّه السّيد والحاكم الّذي لا دخل لأحد في تصرّفه، وأنّه الذي إليه الأمر من قبل ومن بعد..{قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ}.. بل معنى هذه الكلمة أخطر وأعظم بكثير ممّا يظنّه هؤلاء، معناها أنّ هناك يوما مخصّص للسّؤال، تساق فيه إلى الكبير المتعال، فلا يترك صغيرة ولا كبيرة، ولا شاردة ولا واردة إلاّ سألك عنها، وعن رعايتها، وما على العبد إلاّ إعداد الجواب، للملك العزيز الوهّاب.
روى مسلم عن مَعْقَلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قال: إِنَّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا يَسْتَرْعِي اللَّهُ عَبْدًا رَعِيَّةً يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهَا إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ )).
فإنّ الواجب على ولاة الأمور أن يسارعوا إلى تسهيل عمل المرأة داخل بيتها، وأن يضبطوه وهي تعمل خارج بيتها، إن كانوا يريدون بحقٍّ الصّلاح لهذه الأمّة، فمن ثمرات ذلك:
- التّقيلل بل قل: إزالة البِطالة الّتي تعرّض لها الرّجال، فإنّ كثيرا من مناصب العمل تشغلها النّساء.
- أداء المرأة دورها الفعّال في بيتها، فتراقب أولادها ذكورا وإناثا.
- محو كثير من مظاهر الانحراف في المجتمع، كالاختلاط الرّجال بالنّساء، وجرائم الاغتصاب، وغير ذلك.
- استقرار كثير من بيوت المسلمين، والتّقليل من حوادث الطّلاق.
ويبقى ميدان العمل للمرأة في جهتين اثنتين:
الجهة الأولى: في المصالح النّسائيّة، كالمشافي، والعيادات الطبّية النّسائيّة، وكالتّدريس بمدارس البنات، ممّا ليس فيه محظور شرعيّ.
الجهة الثّانية: عمل المرأة عن بُـعْـد، وهذا مشروع تفطّن له علماؤنا من قديم الزّمان، ولكنه لم يُلتفت إليه في البلاد الإسلاميّة، واستفاد منه الغربيّون الّذين تفطّنوا إلى خطر عمل المرأة خارج بيتها، فقد كشفت دراسة في أكتوبر 1996 م أنّ ما يقارب 46 ملييون من أصحاب الأعمال المنزليّة في أمريكا معظمهنّ من النّساء، استطعن بذلك التّوفيق بين زيادة الدّخل، وإدارة شؤون البيت.
وقد قامت ماليزيا بدراسة هذا المشروع، ليطبّق هذه السّنة.
فلا بأس أن تعمل المرأة في بيتها وتمارس مهنة الخياطة، والتّعليم، والحضانة، والهندسة، وغير ذلك.
فإن لم يستجب ولاة الأمور لهذا المشروع فعلى الأقلّ على المؤمنين الّذين بسط الله لهم في الرّزق أن يقوموا قومة رجل واحد لا قعود بعدها في تشييد وبناء مدارس ومستشفيات وعيادات خاصّة بالنّساء، ممّا يسدّ حاجة المحتاجة منهنّ أوّلا، ويوفّر للمسلمين خدمات كثيرة ضمن إطار الشّريعة الإسلاميّة.
أمّا أن ننتظر {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [الأعراف: من الآية 71].
الخطبة الثّانية.
الحمد لله على إحسانه، وعلى جزيل عطائه وعظيم امتنانه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله الدّاعي إلى سبيله ورضوانه، اللّهمّ صلِّ عليه وسلّم وبارك وزد، وعلى أصحابه وآله، وعلى كلّ من اتّبع سبيله وسار على منواله، أمّا بعد:
فبعد هذا النداء الموجّه إلى المرأة وولاة الأمور، فإنّنا نوجّه:
نداء إلى إخواننا الرّجال .. الّذين يراد لهم أن يكونوا من ربّات الحجال ..
فإنّ للمرأة أن تقول: أنا أحرص على الفضيلة، واجتناب كلّ سبل الرّذيلة، ولكنّ الزّوج، أو الأخ، أو الأب، لم يدع لي أيّ وسيلة !
إنّ هناك من يدفعني إلى الخروج إلى العمل !
منهم من يصرّح بالأمر بالخروج !
ومنهم من لا يصرّح، ولكنّه يضيّق على المرأة، ممّا يجعل الفتاة تلجأ إلى الخروج إلى العمل.
أذكّرك أخي المسلم بقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ )).. فلمّا بُعِثَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّ ما كان عليه أهل الجاهليّة من أخلاق حسنة، وألغى ما كانوا عليه من أخلاق رديئة، وهذّب ما كان يحتاج إلى تهذيب، وقوّم ما كان يحتاج إلى تقويم.
ومن تلكم المكارم: غيرة الرّجل على محارمه .. فقد كان بعضهم يشتطّ في هذا حتّى بالغ ووصل به الحدّ إلى وأد البنات، وهذا ما أطلنا في بيانه في الخطبة الأولى من هذه السّلسلة.
فالغيرة على المحارم من شعب الإيمان، ومن مبادئ الإسلام، روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّها قالت: خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بِالنَّاسِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ! وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ )).
وروى البخاري عن أَبِي هريرةَ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنَّه قال: (( إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللهُ )).
وروى البخاري ومسلم عن المغيرةِ رضي الله عنه قال: قال سعْدُ بنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ ! [أي بحدّ السّيف لا بعرضه، فإنّ العرب إذا أدّبت ضربت بعرضه] فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ: (( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟! لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي )).
ولقد أكّد ذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حتّى جعل الموت في سبيل العرض من أبواب الشّهادة، روى التّرمذي والنّسائي وأحمد عن سعيد بنِ زيدٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( مَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ )).
وعلى هذا جرى عمل المسلمين، من الصّحابة والتّابعين لهم بإحسان.
وقد ذكر أهل السّيرة أنّ امرأة من العرب قدمت بجلَبٍ لها [وهو ما يجلب للأسواق ليباع]، فباعته بسوق بني قينقاع - إحدى قبائل اليهود -، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يراودونها على أن تكشف وجهها، فأبت، فعمد الصّائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، وهي لم تشعر، فلمّا قامت انكشف شيء من عورتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصّائغ فقتله، وقام اليهود إلى المسلم فقتلوه، فسار إليهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في جيش فحاصرهم حتّى نزلوا على حكمه، فأجلاهم إلى الشّام.
ولكن .. جاء اليوم الّذي مُسِخ فيه كثير من النّاس، فصاروا لا يغارون على نسائهم .. أمّا النّصارى فعلمنا أنّهم يأكلون الخنزير الّذي لا يغار على أنثاه . .واللحم يؤثّر على الطِّبع، فما بال المسلمين ..؟!
إنّ هناك صورا لا بدّ أن تعلم أيّها المسلم أنّها دليل على تفريط الرّجل في هذا الخلق العظيم:
- تربية البنات على لبس القصير من الثّياب، بحجّة أنّها صغيرة، ونسِي أنّ من شاب على شيء شاب عليه، وهذا الكلام لم يعرفه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم مشى مع الحسن رضي الله عنه فأكل تمرة، فقال له: (( كَخٍ كَخٍ ! لَعَلَّهَا مِنْ أَمْوَالِ الصَّدَقَةِ .. أَلاَ تَعْلَمُ أَنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ ؟!)).
- التّساهل في اختلاط الذّكور بالإناث، وقد بلغوا سنّ التّمييز، والعجيب أنّ كثيرا منّا يسمع الحديث الّذي رواه أبو داود وأحمد عن عبد اللهِ بنِ عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )).
هذا حكم الفتاة مع أخيها المحرم لها، فكيف نتساهل مع غيره ؟
- ومن مظاهر التّفريط في الغيرة: أن يتساهل المسلم مع أقاربه فتظهر زوجته أمامهم غير متستّرة، أو خاضعة بالقول، أو غير ذلك ممّا سبق بيانه.
-ومن مظاهر التّفريط أيضا أن يترك الرّجل زوجته أو ابنته تختلي بالطّبيب، أو سائق السّيارة، أو البائع، والحديث صريح في النّهي عن ذلك، روى أحمد والتّرمذي عن عامرِ بن ربيعةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ )).
-ومن مظاهر التّفريط أيضا تساهل الرّجل بأن يترك زوجته تصافح الأجانب، وقد روى الطّبرانيّ عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لاَ تَحِلُّ لَهُ )). وروى التّرمذي وأحمد عن أُمَيْمَةَ بنتِ رُقَيْقَةَ قالت: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فِي نِسْوَةٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! بَايِعْنَا. تَعْنِي: صَافِحْنَا ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ )).
وفي رواية قال: (( لاَ أثصَافِحُ النِّسَاءَ )).
-ومن مظاهر التّفريط أيضا: خروج الرّجل بامرأته إلى التجمّعات العامّة الّتي تتعرّض فيها المرأة إلى الاختلاط بالرّجال، أو تكون عُرضة لانصراف الأبصار إليها.
-ومن مظاهر التّفريط أيضا، ما شاع هذه الأيّام من ظاهرة سياقة المرأة للسّيارة، مع أنّ فيها مفاسدَ كثيرة، فقد تتعرّض المرأة إلى أخطار عظيمة من وراء ذلك.
فاعلم أخي المسلم أنّ الغيرة من أعظم ما يواجه به زحف أولئك الغربيّين والمستغربين، فكونوا عونا على الخير، وليتّق اللهَ عبدٌ ولاّه الله على امرأة، وعلى الرّجل أن يُربّي أهله على الحياء:
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدّنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللّحاء