قال أحمد أبو الخضر منسى في" حول الغلط والفصيح "(ص32):
" ويقولون "إلفات نظر المواطنين، وبشكل ظاهر ملفت " وهذا الفعل ليس مزيدا بالهمزة، فهو ثلاثيّ فقط، فعلُه: لفت يَلفت، جاء في " أساس البلاغة ":أخذ بعنقه فلفته، ولفتّه عن رأيه صرفته، وفلان يلفت الكلام لفتا: يرسله على عواهنه، لا يبالي كيف جاء.اهـ، والمصدر منه لفْت، لا إلفات، فالصّواب أن يقولوا: (لفت نظر المواطنين) ".
5- قـل:" فلان خَجِلٌ "..ولا تقـل:" مخجول "
من أيسر قواعد الصّرف والّتي تعدّ من مبادئه: أنّ الفرق بين الفعل المتعدّي واللاّزم أنّ المتعدّي يشتقّ منه اسم مفعول مطلقا، واللاّزم لا يشتقّ منه اسم مفعول إلاّ مقيّدا بحرف جرّ، أو ظرف، فمثلا تقول: مضروب، ومجروح، ومُكرَم، ومستخرَج، ولا تقل: مجلوس، ومقعود، ومذهوب. إلاّ إذا قيّدته بحرف جرّ أو ظرف، فتقول حينئذ: مجلوس فيه وعنده، ومذهوب به..
نعم هناك توسّع بالحذف في كلام العرب، ويعرف بـ: (الحذف والإيصال)، أي: حذف الظّرف وأخيه الجار والمجرور، فصاروا يقولون: " مشترك "، والأصل أن يقولوا: " مشترك فيه "، ونحو ذلك.
ولكن في مثالنا هذا يقصدون أنّه هو الّذي يقع منه الخجل، لا أنّه هو مخجول منه، فلا يمكن أن يكون من باب الحذف والإيصال.
قال في " حول الغلط والفصيح ":
( من مشنوع أخطائهم قولهم: " أنا مخجول منهم " ! فما دهاهم ؟.. خالفوا القياس، وجهلوا أبسط قواعد الصّرف .. فإنّ مخجول على وزن اسم مفعول، ولا يأتي إلاّ من فعل متعدّي لا لازم.. وخجِلَ فعل لازم لا يتعدّى إلى مفعول، تقول: خجلت منه لا خجلته، فالصّواب أن يشتقّوا منه صفة مشبّهة فيقولوا: خَجِلٌ، أو خجلان. وهذا قياس الصّفات الدالّة على الأعراض كفرِح وطرِب وأشِر، والدالّة على الخلوّ أو الامتلاء كصديان وشبعان ".
تنبيه: قوله رحمه الله: " من أبسط " يريد به السّهولة واليسر، وفي إطلاق ذلك وإرادة هذا المعنى نظر وبحث، لعلّ الله يسّر لنا تحقيق حكم هذا الاستعمال بهذا المعنى.
والله الموفّق لا ربّ سواه.