وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
فالمعنى العامّ للآية من خلال ما ثبت عن السّلف:
ولا يزال النّاس مختلفين على أديانٍ ومللٍ وأهواءٍ شتّى، إلاّ من رحم ربّك، فآمن بالله وصدّق رسلَه، فإنّهم لا يختلفون؛ لأنّ مصدرهم واحد.
وفي معنى ( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) قولان متقاربان إن شاء الله:
الأوّل: عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:" ( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ): خلقهم فريقين: فريقًا يُرحَم فلا يختلف، وفريقًا لا يُرحم يختلف، وذلك قوله: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [سورة هود: 105].
فعلى قوله رضي الله عنه يكون الكلام عن العبادِ جميعهم: مؤمنهم وكافرهم.
أي: خُلِقَ أَهل الرّحمة للرّحمة، وأَهلُ الاختلاف للاختلاف.
وهو الّذي رجّحه الإمام الطّبريّ رحمه الله، ولم يذكر ابن القيّم رحمه الله غيره في "طريق الهجرتين" (67).
الثّاني: عن مجاهد رحمه الله قال: وللرّحمة خلقهم.
فعلى قوله يكون الكلام في ( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) خاصّا بأهل الحقّ من عباده فقط.
ومن قواعد التّفسير تقديم تفسير الصّحابيّ على التّابعيّ.
والله تعالى أعلم.