السّلام عليكم ... هل المهديّ المنتظر خرافة أو حقيقة ؟ وما عقيدة أهل السنّة في المهديّ المنتظر ؟
وبارك الله فيكم.
نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقبل الإجابة عن سؤالك - أخي الكريم - أودّ أن أنبّه على أنّ من الأخطاء الشّائعة وصفَ المهديّ بـ( المنتظر ) ! فإنّ ذلك باطلٌ من وجهين:
أوّلا: لأنّه ليس في شيء من الأحاديث الثّابتة في المهدي وصفُهُ بذلك.
ثانيا: أنّ المـسـلـم لا يـنـتـظـر، وقد جاءت النّصوص تصف أهل الحقّ والطّائفة المنصورة بأنّهم لا يزالون عاملين، لا منتظرينقاعدين عن واجبهم.
غاية ما في الأمر أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّمبشّر هذه الأمّة بأنّ الله سيبعث لهذه الأمّة من يجدّد لها أمرها، كسائر المجدّدين الّذين يبعثهم الله عزّ وجلّ، فلا يستلزم ذلك أبداً تركَ السّعي وراء طلب العلم، و العمل به لتجديد الدّين، والعمل لإقامة حكم الله في الأرض.
إنّما شاع هذا الوصف وذاع من أجل طائفتين ضلّتا عن سواء السّبيل:
*الطّائفة الأولى: دينها قائم على الخرافات، وأفكارها كلّها دجل وخزعبلات، ألاّ وهم الرّافضة (الشّيعة) ..
فالمهديّ عندهم أسطورة وخيال، وعقيدة لا تخطر ببال ! فيعتقدون أنّه آخر أئمّتهم الإثني عشر، وهو: محمّد بن الحسن العسكريّ، الّذي دخل سرداب سامرّاء منذ ألف ومئة عام، وكان عمره خمس سنوات، ولم يظهر له أثر بعدها !..
وقالوا عنه: الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار ! وتراهم ينتظرونه كلّ يوم ! ويقفون على باب السّرداب يصيحون وينادونه ليخرج إليهم: اخرج يا مولانا ! اخرج يا مولانا ! ثمّ يرجعون بالخيبة والحرمان ..
لذلك يسمّونه المهديّ المنتظر، ونحن نسمّيه المهديّ فقط، لأنّنا نعمل ولا ننتظره أبدا.
ولقد أحسن من قال:
ما آن للسِّرداب أن يلد الّذي***كلّمتمـوه بجهلكم ما آنا ؟
* الطّائفة الثّانية: الصّوفيّة، ومن وقع في حبالهم من عوامّ المسلمين.
فقد استقرّ في نفوس كثيرٍ منهم أنّ دولة الإسلام لن تقوم إلا بخروج المهديّ ! بل قعدوا عن الإصلاح والجهاد من أجل تعلّقهم بهذه الخرافة.
هؤلاء وأؤلئك قد أصبحوا عارا على بني آدم عامّة، وعلى المسلمين خاصّة، وضحكة يسخر منها كلّ عاقل.
عقيدتنا في المهديّ.
إنّ من أشراط السّاعة أن يبعث الله تعالى المهديَّ ومعه خيرةٌ من العباد، يجمع على موالاته الحاضرَ والباد، فيملك الأرض حَزَناً وسهلاً، ويملأها قسطاً وعدلاً، وترقص قلوب أهل الحقّ والدّين طرباً، وتخمد نار الشّرك فيولّي أهله هرباً.
به لمحاسن الشّرع انتظـام***به لمفاسد الشّرك انصـرام
ومنه لمن يحالفه احـتـرام***ومنه لمن يخالفه اخـتـرام
تُحلّى من أياديه النّـوادي***ويجلّي من محاسـنه الظّلام
قال ابن كثير رحمه الله:" في زمانه تكون الثّمار كثيرة، والزّروع غزيرة، والمال وافر، والسّلطان قاهر، والدّين قائم، والعدوّ راغم، والخير دائم " اهـ.
فمن هو المهديّ ؟ وما اسمه ؟ وما نسبه ؟ وما ثبت من فضائل في حقّه وزمن خروجه ؟
ثبتت الأحاديث الكثيرة في حقّه حتّى عدّها بعض العلماء من المتواتر كالسّفاريني والشّوكانيّ، وصدّيق حسن خان، ومحمّد بن جعفر الكتّاني وغيرهم رحمهم الله.
فإليك بعضَ ما جاء في شأنه من أحايث وأخبار:
1- روى أبو دواد والتّرمذي وأحمد عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَاحَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، واسمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي )).
2- وروى الحاكم - وصحّحه ووافقه الذّهبي والشّيخ الألبانيّ في " الصّحيحة " - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي المَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللهُ الغَيْثَ، وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَيُعْطِي المَالَ صِحَاحاً، وَتَكْثُرُ المَاشِيَةُ، وَتَعْظُمُ الأُمَّةُ، يَعِيشُ سَبْعاً أَوْ ثَمَانِياً - يعني حِجَجا -)).
3- وروى الإمام أحمد عن أبي سعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُالْأَرْضِ، يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا )) فقال لَهُ رَجُلٌ: مَا صِحَاحًا ؟ قالَ: (( بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍصلّى الله عليه وسلّمغِنًى، وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ .. فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ )).
4- وفي مسند أحمد أيضا عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللهُفِي لَيْلَةٍ )).
قال ابن كثير رحمه الله:" أي: يتوب عليه، ويوفّقه، ويلهمه، ويُرشده بعد أن لم يكن كذلك ".
5- وروى أبو داود عن أُمِّ سلمَةَ قالتْ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقولُ: (( الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ )).
6- وروى أبو نعيم في " أخبار المهديّ " عن أبِي سعِيدٍ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مِنَّا الَّذِي يُصَلِّيعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ خَلْفَهُ )).
7- وفي سنن ابن ماجه عن ثَوْبَانَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُخَلِيفَةٍ ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ... فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِالْمَهْدِيُّ )).
وغير ذلك من الأحاديث، والّتي يفيد مجموعها:
أنّه رجل صالحيصلحه الله في ليلة، من آل بيت النبيّصلّى الله عليه وسلّممن ذرّية فاطمةرضي الله عنهامن ولد الحسن بن عليّ، اسمه محمّد بن عبد الله، يخرج من المشرق - وهي خراسان بين أفغانستان وإيران الشّرقيّة -، يؤيّد الله به الدّين، ويملك سبع سنين، يملأ الأرضقسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، تنعم الأمّة في عهده لم تنعمها قطّ.
هذا هو معتقد أهل السنّة والجماعة لا يزيدون على ذلك ولا ينقصون.
ولا يفوتني أن أنبّه إلى طائفة قابلت الخرافات بالمجازفات ! طائفة يسمّون أنفسهم بالمفكّرين ! وكأنّ لا أحد يفكّر غيرهم ! فأنكروا أحاديث المهديّ الثّابتة بلا دليل، ولكن برأي سقيم عليل، استغلّوا خطأً وقع فيه المؤرّخ ابن خلدون الّذي ضعّف أحاديث المهديّ، وخطأ بعض الفضلاء من أهل السنّة كالشّيخ محمّد رشيد رضا، فبدلا من أن يسلّموا لأهل الاختصاص العلماء بالحديث الشّريف، تراهم راحوا ينفخون في أخطاء من قبلهم، وردّوا أحاديث المهديّ ..
وأرادوا أن يؤيّدوا قولهم ذاك: بأنّنا لو أثبتنا أحاديث المهديّ لادّعى المهدويّة كلّ أحد كما فعلها كثيرون.
فيقال لهؤلاء ما قاله الشّاعر قديما:
أوردها سعد وسعد مشتمل***ما هكذا يا سعد تورَد الإبل
نعم، إنّ هناك كثيرا من النّاس ادّعى أنّه المهديّ، ولكنّ ذلك لا يحملنا على إنكار الحقّ، فالأحاديث صحيحة لا ريب فيها، ولو أخذنا بمذهبهم لأنكرنا نزول عيسى بن مريم عليه السّلام؛ لأنّ هناك من ادّعى أنّه عيسى، كما فعل الهندي القادياني !
بل وأنكرنا النبوّات لأنّ هناك من ادّعى النّبوّة ..! وأنكرنا ألوهيّة الله لأنّ هناك من ادّعى الأولهيّة !
وهذا لا يقال، لأنّه ضرب من المحال.
والله الموفّق لا ربّ سواه.
نصّ السّؤال:
السّلام عليكم ... هل المهديّ المنتظر خرافة أو حقيقة ؟ وما عقيدة أهل السنّة في المهديّ المنتظر ؟
وبارك الله فيكم.
نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقبل الإجابة عن سؤالك - أخي الكريم - أودّ أن أنبّه على أنّ من الأخطاء الشّائعة وصفَ المهديّ بـ( المنتظر ) ! فإنّ ذلك باطلٌ من وجهين:
أوّلا: لأنّه ليس في شيء من الأحاديث الثّابتة في المهدي وصفُهُ بذلك.
ثانيا: أنّ المـسـلـم لا يـنـتـظـر، وقد جاءت النّصوص تصف أهل الحقّ والطّائفة المنصورة بأنّهم لا يزالون عاملين، لا منتظرينقاعدين عن واجبهم.
غاية ما في الأمر أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّمبشّر هذه الأمّة بأنّ الله سيبعث لهذه الأمّة من يجدّد لها أمرها، كسائر المجدّدين الّذين يبعثهم الله عزّ وجلّ، فلا يستلزم ذلك أبداً تركَ السّعي وراء طلب العلم، و العمل به لتجديد الدّين، والعمل لإقامة حكم الله في الأرض.
إنّما شاع هذا الوصف وذاع من أجل طائفتين ضلّتا عن سواء السّبيل:
*الطّائفة الأولى: دينها قائم على الخرافات، وأفكارها كلّها دجل وخزعبلات، ألاّ وهم الرّافضة (الشّيعة) ..
فالمهديّ عندهم أسطورة وخيال، وعقيدة لا تخطر ببال ! فيعتقدون أنّه آخر أئمّتهم الإثني عشر، وهو: محمّد بن الحسن العسكريّ، الّذي دخل سرداب سامرّاء منذ ألف ومئة عام، وكان عمره خمس سنوات، ولم يظهر له أثر بعدها !..
وقالوا عنه: الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار ! وتراهم ينتظرونه كلّ يوم ! ويقفون على باب السّرداب يصيحون وينادونه ليخرج إليهم: اخرج يا مولانا ! اخرج يا مولانا ! ثمّ يرجعون بالخيبة والحرمان ..
لذلك يسمّونه المهديّ المنتظر، ونحن نسمّيه المهديّ فقط، لأنّنا نعمل ولا ننتظره أبدا.
ولقد أحسن من قال:
ما آن للسِّرداب أن يلد الّذي***كلّمتمـوه بجهلكم ما آنا ؟
* الطّائفة الثّانية: الصّوفيّة، ومن وقع في حبالهم من عوامّ المسلمين.
فقد استقرّ في نفوس كثيرٍ منهم أنّ دولة الإسلام لن تقوم إلا بخروج المهديّ ! بل قعدوا عن الإصلاح والجهاد من أجل تعلّقهم بهذه الخرافة.
هؤلاء وأؤلئك قد أصبحوا عارا على بني آدم عامّة، وعلى المسلمين خاصّة، وضحكة يسخر منها كلّ عاقل.
عقيدتنا في المهديّ.
إنّ من أشراط السّاعة أن يبعث الله تعالى المهديَّ ومعه خيرةٌ من العباد، يجمع على موالاته الحاضرَ والباد، فيملك الأرض حَزَناً وسهلاً، ويملأها قسطاً وعدلاً، وترقص قلوب أهل الحقّ والدّين طرباً، وتخمد نار الشّرك فيولّي أهله هرباً.
به لمحاسن الشّرع انتظـام***به لمفاسد الشّرك انصـرام
ومنه لمن يحالفه احـتـرام***ومنه لمن يخالفه اخـتـرام
تُحلّى من أياديه النّـوادي***ويجلّي من محاسـنه الظّلام
قال ابن كثير رحمه الله:" في زمانه تكون الثّمار كثيرة، والزّروع غزيرة، والمال وافر، والسّلطان قاهر، والدّين قائم، والعدوّ راغم، والخير دائم " اهـ.
فمن هو المهديّ ؟ وما اسمه ؟ وما نسبه ؟ وما ثبت من فضائل في حقّه وزمن خروجه ؟
ثبتت الأحاديث الكثيرة في حقّه حتّى عدّها بعض العلماء من المتواتر كالسّفاريني والشّوكانيّ، وصدّيق حسن خان، ومحمّد بن جعفر الكتّاني وغيرهم رحمهم الله.
فإليك بعضَ ما جاء في شأنه من أحايث وأخبار:
1- روى أبو دواد والتّرمذي وأحمد عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَاحَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، واسمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي )).
2- وروى الحاكم - وصحّحه ووافقه الذّهبي والشّيخ الألبانيّ في " الصّحيحة " - عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي المَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللهُ الغَيْثَ، وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَيُعْطِي المَالَ صِحَاحاً، وَتَكْثُرُ المَاشِيَةُ، وَتَعْظُمُ الأُمَّةُ، يَعِيشُ سَبْعاً أَوْ ثَمَانِياً - يعني حِجَجا -)).
3- وروى الإمام أحمد عن أبي سعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ، يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُالْأَرْضِ، يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا )) فقال لَهُ رَجُلٌ: مَا صِحَاحًا ؟ قالَ: (( بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍصلّى الله عليه وسلّمغِنًى، وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ .. فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ )).
4- وفي مسند أحمد أيضا عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللهُفِي لَيْلَةٍ )).
قال ابن كثير رحمه الله:" أي: يتوب عليه، ويوفّقه، ويلهمه، ويُرشده بعد أن لم يكن كذلك ".
5- وروى أبو داود عن أُمِّ سلمَةَ قالتْ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقولُ: (( الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ )).
6- وروى أبو نعيم في " أخبار المهديّ " عن أبِي سعِيدٍ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مِنَّا الَّذِي يُصَلِّيعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ خَلْفَهُ )).
7- وفي سنن ابن ماجه عن ثَوْبَانَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُخَلِيفَةٍ ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ... فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِالْمَهْدِيُّ )).
وغير ذلك من الأحاديث، والّتي يفيد مجموعها:
أنّه رجل صالحيصلحه الله في ليلة، من آل بيت النبيّصلّى الله عليه وسلّممن ذرّية فاطمةرضي الله عنهامن ولد الحسن بن عليّ، اسمه محمّد بن عبد الله، يخرج من المشرق - وهي خراسان بين أفغانستان وإيران الشّرقيّة -، يؤيّد الله به الدّين، ويملك سبع سنين، يملأ الأرضقسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، تنعم الأمّة في عهده لم تنعمها قطّ.
هذا هو معتقد أهل السنّة والجماعة لا يزيدون على ذلك ولا ينقصون.
ولا يفوتني أن أنبّه إلى طائفة قابلت الخرافات بالمجازفات ! طائفة يسمّون أنفسهم بالمفكّرين ! وكأنّ لا أحد يفكّر غيرهم ! فأنكروا أحاديث المهديّ الثّابتة بلا دليل، ولكن برأي سقيم عليل، استغلّوا خطأً وقع فيه المؤرّخ ابن خلدون الّذي ضعّف أحاديث المهديّ، وخطأ بعض الفضلاء من أهل السنّة كالشّيخ محمّد رشيد رضا، فبدلا من أن يسلّموا لأهل الاختصاص العلماء بالحديث الشّريف، تراهم راحوا ينفخون في أخطاء من قبلهم، وردّوا أحاديث المهديّ ..
وأرادوا أن يؤيّدوا قولهم ذاك: بأنّنا لو أثبتنا أحاديث المهديّ لادّعى المهدويّة كلّ أحد كما فعلها كثيرون.
فيقال لهؤلاء ما قاله الشّاعر قديما:
أوردها سعد وسعد مشتمل***ما هكذا يا سعد تورَد الإبل
نعم، إنّ هناك كثيرا من النّاس ادّعى أنّه المهديّ، ولكنّ ذلك لا يحملنا على إنكار الحقّ، فالأحاديث صحيحة لا ريب فيها، ولو أخذنا بمذهبهم لأنكرنا نزول عيسى بن مريم عليه السّلام؛ لأنّ هناك من ادّعى أنّه عيسى، كما فعل الهندي القادياني !
بل وأنكرنا النبوّات لأنّ هناك من ادّعى النّبوّة ..! وأنكرنا ألوهيّة الله لأنّ هناك من ادّعى الأولهيّة !
وهذا لا يقال، لأنّه ضرب من المحال.
والله الموفّق لا ربّ سواه.
أخر تعديل في الأربعاء 22 ذو الحجة 1433 هـ الموافق لـ: 07 نوفمبر 2012 07:30