شرح كتاب اللّباس 08:حكم تغطية العاتقين في الصلاة-حدود عورة المرأة.
- حكم تغطية العاتقين في الصّلاة:
- اتفق العلماء على استحباب تغطية العاتقين في الصلاة.
- اتفقوا على أنّ كشف العاتقين خارج الصلاة لا شيء فيه.
- للعلماء مذهبان مشهوران:
- الفريق الأوّل: ألحقوا العاتقين والمنكبين بالعورة في الصّلاة: فقالوا يجب على المسلم أن يستر منكبيه في الصّلاة فهما عورة خاصّة بالصّلاة. واستدلوا بما يلي:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ شَيْءٌ.
- أَبَا هُرَيْرَةَ قال أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ.
- وذهب جمهور العلماء إلى أنّ هذا الحديث يفيد استحباب تغطية المنكبين، ولا يفيد الوجوب، واستدلوا على ذلك بما يلي:
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ صَلَّى جَابِرٌ فِي إِزَارٍ قَدْ عَقَدَهُ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ وَثِيَابُهُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْمِشْجَبِ قَالَ لَهُ قَائِلٌ تُصَلِّي فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ فَقَالَ إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لِيَرَانِي أَحْمَقُ مِثْلُكَ وَأَيُّنَا كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ سَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَقَالَ خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَجِئْتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ أَمْرِي فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي وَعَلَيَّ ثَوْبٌ وَاحِدٌ فَاشْتَمَلْتُ بِهِ وَصَلَّيْتُ إِلَى جَانِبِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ مَا السُّرَى يَا جَابِرُ فَأَخْبَرْتُهُ بِحَاجَتِي فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ مَا هَذَا الِاشْتِمَالُ الَّذِي رَأَيْتُ قُلْتُ كَانَ ثَوْبٌ يَعْنِي ضَاقَ قَالَ فَإِنْ كَانَ وَاسِعًا فَالْتَحِفْ بِهِ وَإِنْ كَانَ ضَيِّقًا فَاتَّزِرْ بِهِ
- من العلماء من قال يحرم كشف العاتقين إذا كان الثّوب واسعا ويجوز كشفهما إذا كان الثّوب ضيّقا.
- ما يحرم من اللّباس من أجل العورة.
- كلّ لباس لا يستر العورة فيحرم على المسلم لباسه.
- كلّ لباس يشفّ عن العورة.
- كلّ لباس يصف حجم العورة.
- حدود عورة المرأة:
- أمّا عورتها مع الأجانب فقد اتفق العلماء على أنّ بدن المرأة عورة كلّه إلا ما استثني.
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان.
- وقع الخلاف بين العلماء في ما استثني هل هو عورة أم لا؟
- مذهب المالكية والحنفية والإمام الأوزاعي وابن حزم: أنّ المرأة كلّها عورة إلا الوجه والكفّين.
- عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذاوأشار إلى وجهه وكفيه
- أمّا الشّافعية والحنابلة فقالوا أنّ المرأة كلّها عورة، لا يسثتنى منها شيء. وقالوا أنّ الحديث السّابق ضعيف.
- تنبيه مهم:
- اتفق العلماء أنّ بدن المرأة كلّه عورة، اختلفوا في الوجه والكفّين فقط.
- مع اختلافهم في الوجه والكفّين أهما من العورة أم لا، اتفقوا جميعهم على استحباب تغطية الوجه والكفّين.
- حتى في الجاهلية كان من صفات المرأة العفيفة أنّها كانت تغطي وجهها.
- علماء المذاهب كلهم اتفقوا على أنّه يجب ستر الوجه إذا فسد النّاس وخيفت الفتنة.
|