شرح كتاب اللّباس 06:
الباب الثّالث: ( التّرغيب في كلمات يقولهن من لبس ثوبا جديدا).
- هناك ذكر يأتي به المسلم إذا لبس ثوبا جديدا، وهناك ذكر يأتي به كلّما لبس ثوبه.
- الذّكر إذا لبس ثوبا جديدا:
- عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا استجد ثوبا سماه باسمه إما قميصا أو عمامة ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شرّه وشر ما صنع له"
- الذّكر كلّما لبس ثوبا:
1-عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول منّي ولا قوة غُفر له ما تقدّم من ذنبه، ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول منّي ولا قوة غُفر له ما تقدّم من ذنبه"
- يدّل على أنّ هذا الذّكر لا يتعلّق بالثّوب الجديد: إطلاق الحديث، وعطفه على الطّعام.
- قوله صلى الله عليه وسلم (فقال الحمد لله) أي على نعمة اللّباس وأنّ الله فضّل بني آدم على كثير ممّن خلق تفضيلا بهذا اللّباس.
- (فقال الحمد لله الذي كساني) وفي هذا نسبة النّعمة إلى الله عزّ وجلّ.
- (ورزقنيه من غير حول منّي ولا قوة) أي لم تؤته بقوتك وحيلتك وكسبك، بل هو المولى سبحانه وتعالى المنعم وحده.
- وثواب هذا الذّكر (غُفر له ما تقدّم من ذنبه)، لأنّ الله يحبّ الحمد ويحبّ المدح وليس أحد أحبّ إليه المدح من الله، فلذلك إذا أحبّ الله الحمد رضي الله عن العبد فغفر له ما تقدّم من ذنبه.
- ما يقوله المسلم لأخيه المسلم إذا لبس ثوبا جديدا أو غسيلا:
- عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ فَقَالَ ثَوْبُكَ هَذَا غَسِيلٌ أَمْ جَدِيدٌ قَالَ لَا بَلْ غَسِيلٌ قَالَ الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا، وَيَرْزُقُكُ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ, قَالَ: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
- عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ فَقَالَ مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ فَسَكَتَ الْقَوْمُ قَالَ ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا وَقَالَ أَبْلِي وَاخْلُقِي وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ فَقَالَ يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَاهْ"
- (أَبْلِي وَاخْلُقِي) أي أطال الله عمرك .
- (يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَاهْ) وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ.
- عن أبي نضرة قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له تبلى ويخلف الله تعالى .
- من آداب اللّباس:
- البدء باليمين في اللّباس فإذا نزع فليبدأ بالشّمال.
- عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ.
- أن لا تلبس النّلعين قائما إذا كانت النّعال تحتاج إلى قعود للبسها.
- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا.
- أن لا يمشي في نعل واحدة.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا.
- ما العلّة في ذلك؟
- أنّ المشي في نعل واحدة فيه مشابهة للشّيطان الرّجيم. والشّرع جاء لمخالفة كلّ ناقص.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إنّ الشيطان يمشي في نعل واحدة"
- لئلا يكون أحد الرجلين أرفع من الأخرى فيكون سبب للعثار.
- لما فيه من قلّة المروءة وقلّة الوقار حتى يستقبحه النّاظر إليه.
- من آداب اللّباس الاهتمام بطهارته ونظافته.
- المحافظة على المروءة في اللّباس.
|