تفسير سورة الأنعام 30:
قال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)}
- بعد الدّعوة إلى التّوحيد (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)، والدّعوة إلى تصديق الرّسول صلى الله عليه وسلم وبيان صحّة رسالته (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي)، بدأ يتحدث عن اليوم الآخر.
- انتقال من بيان سعة علمه سبحانه إلى بيان عظيم قدرته عزّ وجلّ.
- بعد أن ذكر الله مفاتح الغيب عموما، بدأ الله يقرر مسألة الموت والبعث منه، لأنّهما من الغيب.
- (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ) أي يقبض أرواحكم. (وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ) أي ما كسبتم وعملتم.
- لماذا قال الله تعالى: (وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ) والله يتحدث عن الوفاة؟
- الامتنان بنعمة الإمهال: أن الله توفّى العباد ولولا فضله وكرمه لما بعثكم بالنّهار، وهو يعلم أنّكم ستعبدون غيره و تعصون ربّكم. فيمهل الله العبد حتى يعود إليه.
- ليدّل على إحاطة علمه سبحانه بخلقه كلّهم في ليلهم ونهارهم في حال سكونهم وحركتهم، لا يخفى عليه شيء من حالهم.
- فيه وعيد وإنذار وتحذير من أن يكتسب الإنسان ما لا يحلّ ويغضب الله.
- (ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ) سمّى الله الاستيقاظ من النّوم بعثا، كما أنّك نمت فبعثك في النّهار، فكذلك عند موتك فسيبعثك يوم القيامة.
- (لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى) حتى يأتي أجل العبد .
- (ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ) فالأشياء كانت لله فسترجع إليه.
- (ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فيجازيكم على أفعالكم، إن خيرا فخير، وإن شرّا فشر.
قال تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ) .
- معنى اسم الله القهّار.
- لماذا ذكر الله صفة القهر (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)؟
- إذا كانت هذه صفة الله أنّه قاهر، فكيف يُدعى غيره وكيف يُعبد سواه، وكيف يُخشى، من هو دونه.
- لمّا ذكر الله النّوم والموت، هذان الوصفان (النّوم والموت) خلقهما الله تبارك وتعالى فقهرا العبد، فنبّه العباد أنّكم لا تخرجون عن قهره وعن ملكه وعن سلطانه وأنّكم مذلولون.
- ومن تمام قهره وغلبته سبحانه: (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ)
|