ونعود إلى شروط خروج المرأة من بيتها.. المرأة الّتي قال عنها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ )) [رواه التّرمذي عن عبدِ الله بنِ مسعود رضي الله عنه].
فزيادةً على وجوب التستّر، فإنّ هناك شروطا أخرى:
2- ألاّ تخرج متعطّرة، وإن وضعت في بيتها عطرا، ثمّ طرأ عليها ما يوجب خروجَها، فإنّ عليها أن تُزيله، وإلاّ دخلت تحت الوعيد الشّديد الّذي جاء على لسان أشرف العبيد: روى أبو داود والتّرمذي وغيرهما عن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ )).
3- ألاّ تخضع بالقول، قال تعالى:{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} [الأحزاب: من الآية32].
هذا الخطاب وُجِّه لأمّهات المؤمنين أطهر النّساء سيرة، وأصفاهنّ سريرة، فكيف بغيرهنّ ؟!
والخضوع بالقول نوعان:
الأوّل: هو الكلام اللّيّن الّذي فيه تغنّج وتغنّ، فلا يحلّ للمرأة أن تخاطب الأجانب على الطّريقة الّتي تخاطب بها زوجها.
الثّاني: هو الكلام الزّائد عن الحاجة، وللأسف فإنّك ترى المرأة تحدّث البائع في المحلاّت وكأنّه مَحْرَمٌ لها !
فإن كانت نيّتك حسنةً، فاعلمي أنّ النيّة الحسنة لا تسوّغ العمل الفاسد .. اعلمي أنّه إن كانت نيّتك حسنة فالغابة ملأى بالذّئاب، لا تفرّق بين لحم صيد ولحم ميتة، فيطمع الّذي في قلبه مرض .. إن كانت نيّتك حسنة فخاطبيه على قدر الحاجة ..
4- المشي بالسّكينة والوقار، وهذا أمر عامّ للرّجال والنّساء، قال تعالى:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: من الآية19]، فعلى المؤمن أن يكون من عباد الرّحمن {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [الفرقان: من الآية63].
وهذا الأمر في حقّ المرأة أوكد، فلا يحلّ لها أن تمشي وتتحدّث كما لو أنّها في بيت أهلها، ولتتذكّر قول قتادة رحمه الله في تفسير قوله تعالى:{وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: من الآية33] قال: كانت لهنّ مِشية تخنّث وتغنّج.
5- أمن الفتنة، فلا يحلّ للمرأة أن تعرِّض نفسها للسّوء، ورجال السوء، فلا تخرج إلى مكان لا تأمن فيه على نفسها من الأذى بالكلام واليد ونحو ذلك، فمثلها كمثل من وضع جوهرة أمام اللّصوص، ما أسرع أن تنالها الأيدي.
ويزداد الأمر حُرْمَة في سفر المرأة وحدها، فقد روى البخاري ومسلم عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ ))، فقال رجل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ ؟ فَقَالَ: (( اخْرُجْ مَعَهَا )).
خرجت تقصد بيت ربّ العباد، في أشرف صحبة عرفتها البلاد، فسقط عن زوجها لأجلها وجوب الجهاد ! لأنّه لا بدّ من المحرَم.
ومن الجدير بالتّنبيه عليه، أنّ ممّا يندى له الجبين أن ترى المتحجّبة تسير مع المتبرّجة تبرّجا فاضحا، أو المتغنّجة في مشيتها، أو الرافعة لصوتها، فلتعلم أنّها بذلك قد عرّضت نفسها للفتنة، وأنّ الصّاحب ساحب، و(( المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ )).
6- ترك الاختلاط بالرّجال: في الأسواق، والحافلات، وفي الطّريق، وفي الدّراسة، بل وفي المسجد.
ولا نعلم أحدا نقيّ الفطرة، بعيد النّظرة يبيح الاختلاط بالرّجال، وما كان أحدٌ يظنّ أنّه سيصل الاختلاط إلى هذا الحدّ الّذي وصل إليه في بلاد المسلمين، وصاروا يتبجّحون ويجهرون وعلى اللاّفتات يكتبون:" المدرسة المختلطة ".
فتعالوا بنا أيّها المؤمنون، لنُلْقِي نظرة سريعة على أحكام المرأة في أشرف البقاع، وهي المساجد:
- بينّا فيما سبق أنّ صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد قومها، وصلاتها في مسجد قومها أفضل من صلاتها في مسجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه ما تقرّبت المرأة إلى الله بشيء كما تقرّبت بقرارها في بيتها.
- عليها أن تُراعي الشّروط الّتي سبق ذكرها، فقد روى مسلم عن زينبَ الثّقفيّةَ أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (( إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ فَلَا تَطَيَّبْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ )).
وروى مسلم أيضا عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ )).
- وجعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بابا خاصّا للنّساء بالمسجد لا يدخل منه الرّجال، فقد روى أبو داود عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ )). قال نافع: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنه حَتَّى مَاتَ.
هذا في المسجد ! فلا تتحدّث عن المدارس والثّانويّات والجامعت !؟
- أنّه جعل خير صفوف النّساء آخرها، مع أنّ هناك فاصلا بين الرّجال والنّساء، وهم الصّبية، روى مسلم عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا )).
- إذا ناب الإمامَ شيء فعليها التّصفيق، والتّسبيح للرّجال، ففي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ )).
فلتتذكّر النّساء هذا الحكم .. النّساء اللاّء يتحدّثن في المسجد حتّى ترتفع أصواتُهنّ، وتصل أسماع الرّجال. والحرّ تكفيه الإشارة.
- على النّساء أن يخرجن قبل الرّجال، وعلى الرّجال أن يمكثوا قليلا بعد كلّ صلاة حتّى ينصرف النّساء؛ لئلاّ يحدُث اختلاط بينهم.
روى البخاري وأبو داود - واللّفظ له - عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم إِذَا سَلَّمَ، مَكَثَ قَلِيلًا، وَذَلِكَ كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ )).
وكثيرا ما خاطبنا الرّجال بذلك، وأنّ عليهم أن يمكثوا، ولكنّ الحقّ والحقّ أقول، أنّ هنالك مانعين:
أكثرهم لا يمتثلون لهذا.
وأنّ النّساء لديهنّ ما يقلنه لبعضهنّ بعضا ! ولو انتظرهنّ الرّجال لبقوا إلى صلاة العصر !
إذا ثبت هذا، فأنصح الرّجال يوم الجمعة أن ينصرفوا من الأبواب الّتي لا تؤدّي إلى مخرج النّساء، وما علينا إلاّ البلاغ.
كلّ هذا في المسجد، أطهر البقاع، وأفضل الأماكن، فما رأيكِ أيّتها المرأة في الأسواق ؟ ما رأيك في المدرسة ؟ ما رأيك في الحافلة ؟ ما رأيك في الطّريق ؟
وإذا كنّا نقول إنّه على المرأة أن تجتنب الطّريق الّذي يزدحم فيه الرّجال بالنّساء، فلا تتحدّث عن أسواقنا هذه الأيّام، فإنّها مرتع للذّئاب اللِّئام؛ مما يؤكّد بقاء المرأة في بيتها، وأنّها لا تخرج إلاّ لحاجة ملحّة.
روى أبو داود عن أبي أُسَيْدٍ الأنصاريّ أنَه سمع رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقول - وهو خارج من المسجد - فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم لِلنِّسَاءِ: (( اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ )) فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ.
رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ، وجعل الجنّة متقلّبهنّ ومثواهنّ.
الخطبة الثّانية:
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فقد أطلنا الحديث عن وجوب الحجاب، بأنواعه الثّلاثة، وحان أن نذكّر النّفس بما يزلف ترغيبا، ونذكّرها بما يُتلف ترهيبا.
ألا أيّتها الأخت المسلمة، اعلمي أنّ الله تبارك وتعالى ما شرع الحجاب إلاّ رحمة بك، وصيانة لعرضك، فهو الغنيّ عن طاعتك، ولا تضرّه معصيتك:{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (132) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً (133)} [النّساء]، وقال سبحانه:{وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [لقمان: من الآية12].
ومع ذلك، فنحن نعلم أنّ النّفس يصعب عليها الامتثال، إن لم تتذكّر ما يمكنها أن تنال .. فلا بدّ من الحديث عن فضائل الحجاب الكثيرة، ومحاسنه الثرّة الغزيرة، فإنّ الحجاب:
1- استجابة لنداء الله تعالى، وشرع رسوله صلّى الله عليه وسلّم أصدق النّاس مقالا.
وهذا ما يُحيي القلوب، ويزيل الهموم والكروب، قال علاّم الغيوب:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:24]. لذلك نرى أنّ الطّائعة تشعر بالأذى قبل وقوعه، والمتمرّدة غارقة في أوحال الذّنوب والمهالك، ولا تشعر بشيء من ذلك:
من يهن يسـهـل الهـوان عليه *** مـا لجـرح بـمـيّـت إيـلام
2- أنّه علامة على الحياء والعفاف، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الأحزاب:59].
ومن الطّرائف أنّ الرّاعي النّميري الشّاعر الأموي قال:
يُخمّرن أطراف البنان من التّقى *** ويخرجن جُنح اللّيل معتجرات
فسمعه الحجّاج فقال: وهكذا المرأة الحرّة المسلمة.
3- وكما أنّه حياة للنّفوس، فهو أيضا طهارة للقلوب، قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: من الآية53].
4- أنّه شعار الفضيلة وحفظ لعرض المرأة النّبيلة، قال تعالى:{ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}.. وكثير من العلماء إذا فسّروا قوله تعالى:{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32]، قالوا: أوّل ما يقرّب منه التبرّج.
حورٌ حرائر ما هممن بريبة *** كظباء مكّة صيدهنّ حرام
5- أنّه حفظ ودليل على للغيرة، الغيرة الّتي أوجبها الله تعالى على دين الرّجل، وعرضه، وماله.
6- وفي هذا الزّمان خاصّة هذه الأيّام، لا نرى فضلا أعظم من أنّه ممّا يغيظ أعداء ربّ العالمين، الّذين لا يرون متجلببة إلاّ وغصّت حلوقهم، وضاقت نفوسهم:{قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: من الآية119].
ولتتذكّر المرأة مثالب التبرّج وعيوبه، فإنّه على العكس من الفضائل، فهو: عكس الاستجابة لله والرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما هو استجابة للشّيطان وأوليائه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36].
وهو عكس الحياء والعفاف، وطهارة القلب، ومدعاة إلى الرّذيلة ونبذ الفضيلة، ولكن ينبغي أن تعلم المرأة أمرين:
1- أنّ التبرّج عودٌ إلى أكثر ممّا كانت عليه الجاهليّة الأولى، فإنّ تبرّج الجاهليّة الأولى كان إبداء لبعض النّحر والشّعر.
2- أنّ التبرّج عقوبة من الله تعالى، وليس تقدّما، ألا تسمعين قول الله تبارك وتعالى:{فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [الأعراف: من الآية22]..
فاللهمّ استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واهدنا سبل السّلام، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.