- الأوّل: المراد بداخلة الإزار: طرفه الّذي يلي الجسد.
فيعلّمنا صلّى الله عليه وسلّم الوقايةَ من الأذى الّذي يُحتمل وجوده على الفراش من غبار، أو تراب، أو غير ذلك ممّا لا يُرَى, فأمره باستعمال داخلة الإزار بدلا من اليد حتّى لا تتلوّث يدُه قبل أن ينام، إذ ربّما وضع يده على أنفه أو فمه حال النّوم.
- الثّاني: إنّما أمر صلّى الله عليه وسلّم باستعمال داخلةِ الإزار بدلاً من ظاهر الثّياب حفاظا على نظافة المظهر، فلربّما كان بالفراش غبار أو تراب أو نحو ذلك.
- الثّالث: الحكمة في نفض الفراش بالإزار لا باليد: أن تكون يدُه حين النّفض مستورةً؛ لئلاّ يكون هناك شيء فيعلق بيده ما يكره [انظر "فتح الباري"].
لذلك قال صلّى اله عليه وسلّم: ((فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ))، أي: لا يدري ما وقع في فراشه بعدما خرج منه من تراب، أو قذاة، أو هوام.
فإنّ هناك من مخلوقات الله تعالى ما لا نراه بمجرّد العين، فتأوي تلك المخلوقات إلى الفراش، وقد تؤذِي النّائم، من ذلك ما ذكره الدّكتور محمود عبدالله نجا (مدرس مساعد بقسم الكلينيكال فارماكولوجى بمصر):
أ) ذرّات التّراب المحمّلة بالجراثيم.
ب) وبعض الحشرات الّتي لا تراها العين إلاّ بصعوبة، كبقّ الفراش الّذي يقوم بمصّ الدّم، وبنقل الأمراض، بل ربما سبّب حكّة شديدة بالجلد.
ج) ومنها حشرة عثّ الغبار، الّتي لا ترى بمجرّد العين، إذ يبلغ طولها من 0،2 الى 0،3 ملم، وتضع الأنثى من 20 إلى 30 بيضةً في كلّ مرة.
لذلك تتواجد هذه الحشرة دائما في غرف النّوم، وبخاصّة على الأسرّة، والوسادات، وهذه الحشرة تسبِّب حساسية شديدةً للإنسان، قد تصل إلى حدّ الرّبو الشُّعَبِيّ.
وقد نبّه الدّكتور وفّقه الله إلى بُطلان ما نُشِر على الشّبكة من أنّ خبراء وجدوا أنّ الإنسان إذا نام تموت في جسمه خلايا، فتسقط على فراشه، وحينما يستيقظ تبقى الخلايا في فراشه، وعندما ينام مرّةً أخرى تسقط خلايا مرّةً أخرى ! فتتأكسد هذه الخلايا ! فتدخل في جسم الإنسان ! فتسبّب له أمراضا ... الخ.
فجزاه الله خيرا.