" والفطرة فطرتان: فطرة تتعلّق بالقلب، وهي معرفة الله ومحبّته، وإيثاره على ما سواه.
وفطرة عمليّة، وهي هذه الخصال.
فالأولى تُزَكِّي الرّوح وتطهّر القلب، والثّانية تطهّر البدن، وكلّ منهما تمدّ الأخرى وتقوّيها .. " اهـ.
فمن هذه الأحكام العمليّة:
1-الغسل: وقد أوجبه بعض العلماء مطلقا.
أمّا جمهور العلماء ففصّلوا، فقالوا: إن كان حديثَ عهدٍ بغسل، واحترز من النّجاسات فلا يجب عليه الغسل، وإلاّ فهو واجب.
2-حلق الشّعر: شعر الرّأس، والإبط، والعانة.
وذلك لما رواه الإمام أحمد رحمه الله عن عُثَيم بن كليب عن أبيه عن جدّه رضي الله عنه أنّه جاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: قَدْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: (( أَلْقِ عَنْكَ شَعْرَ الكُفْرِ )).
وهذا الأمر للاستحباب، بدليل ما رواه مسلم عن جابرٍ رضي الله عنه قال: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ عَامَ الْفَتْحِ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ مِثْلُ الثَّغَامِ أَوْ الثَّغَامَةِ [وهي السّحابة البيضاء] فَأُمِرَ بِهِ إِلَى نِسَائِهِ قَالَ: (( غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ )).
وفي رواية لأحمد وابن ماجه قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْتُغَيِّرْهُ، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ )).
والشّاهد أنّه صلّى الله عليه وسلّم لم يأمره بحلق شعره.
3-الاختتان: ففي مسند أحمد أيضا وسنن أبي داود أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال في رواية أخرى للحديث السّابق: (( أَلْقِ عَنْكَ شَعْرَ الكُفْرِ وَاخْتَتِنْ )).
بل نَقَل الإمام أحمد رحمه الله عن كثير من الصّحابة رضي الله عنهم والتّابعين أنّ الأقلف - وهو غير المختون - لا تقبل له صلاة ولا حجّ حتّى يختتن.
4-فسخ العقود الفاسدة: سواء كانت عقود نكاح - كأن يكون متزوّجا من مشركة ولم تسلم - أو عقود بيع فاسدة كالرّبا، أو إجارة فاسدة، وغير ذلك.
أمّا لو كانت زوجته نصرانيّةً فلا يُفسخ العقد، وعقده الأوّل يبقى على ما كان عليه.
وأمّا ما أخذه بغير حقّ قبل إسلامه فهو له حلال طيّب، عند جمهور العلماء، تأليفا له على الإسلام، لقوله تعالى:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}.
5-التخلّص من العيش مع غير محارمه من النّساء:
فمعلوم أنّ التبنّي في الأوساط الغربيّة شائع، فإن أسلم وكان يعيش تحت امرأة غير محرّمة عليه - مثل أن تكون أمّه بالتبنّي - فهنا له أن يرضع منها لتحرم عليه، كما فعل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما.
هذا باختصار ما يمكن استحضاره من المسائل التي تجب عليه على الفور، والله الموفّق لا ربّ سواه.