تفسير سورة الأنعام 20:
قال تعالى: { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأْ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) }
- (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ) صُمٌّ عن سماع الحقّ، بُكْمٌ: أي لا يطلبون الحقّ، ولا ينطقون به، فِي الظُّلُمَاتِ: أي لا يرون الحقّ حتى ولو كانت لديهم أعين.
- كيف يكون هؤلاء صُمّا بكما لا يرون الحقّ مع وضوحه؟ فأجاب الله تعالى: (مَنْ يَشَأْ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
- قوله تعالى: (مَنْ يَشَأْ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقتضي من العبد سؤال الله الهداية والثّبات عليها.
- قوله تعالى: (مَنْ يَشَأْ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقتضي من العبد أن يتّخذ الأسباب بأن يبتعد عن أماكن الفساد، ويقترب من أماكن الصّلاح.
- بعد أن دلهم على توحيده بآياته المتلوة وآياته المرئية، وعجّب من حال أولئك الذين أعرضوا عن الحقّ، انتقل بهم إلى آية تدّل على الحقّ الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم: (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ).
- (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ) للتقريع: أي أخبروني إن أتاكم عذاب الله قبل قيام السّاعة، (أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَة أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) أإله غير الله تقصدونه بالدعاء؟
- أجاب الله بالجواب الذي لا جواب غيره: (بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ).
- في الآية دليل على أنّ الله قد يجيب دعوة الكافر.
- شؤم كثير من مشركي هذه الأمة حيث أنهم فاقوا المشركين الأصليين: مشركو مكة كانوا يعرفون الله في الضّراء، بعض الناس الآن ينسى الله في السّراء والضّراء، وهذا شرّ من المشرك القديم.
|